الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٦٣ / شعبان / ١٤٣٥ هـ
مواضيع العدد
العدد: 63 / شعبان / 1435 هـ

الإمام المهدي عليه السلام في كتب أهل السنّة

الإمام المهدي عليه السلام في كتب أهل السنّة

د. محمد طي

نظرية ولادة المهدي في آخر الزمان:
يرى عدد من علماء المسلمين أنّ المهدي لابدّ أنْ يولد في آخر الزمان على أساس أنّه لو كان ولد لكان عمره حتى اليوم مديداً جداً, ويرون أنّ ذلك أمراً غير معقول, ويستندون في ذلك إلى الأحاديث القائلة بأنه يقوم ابن أربعين سنة أو أقل.
ولعل المقصود بالعمر المذكور هو أنّه عمر ظاهري_أي أربعين سنة_. أما طول العمر فليس أمراً مستحيلاً. وقد اعتاد العلماء أنْ ينفوا الظواهر غير المألوفة، حتى إذا عرضت لهم ظاهرة ولم يستطيعوا نفيها اعترفوا بها وراحوا يفتّشون عن أسبابها، وهكذا فإنهم إنْ نفوا أنْ يبلغ الإنسان ما يزيد على الألف سنة, فإنهم إنْ عثروا على شخص بهذا العمر, فهم عند ذلك يتراجعون عن نفيهم وينكبون على دراسته ظاهرة حقيقية.
هذا وانّ شاهد الإثبات قانونياً أقوى من شاهد النفي, لا سيما إذا كان الأخير افتراضياً, فإذا ذكر أحدهم أنّه رأى فلاناً في المكان الفلاني, وقال آخر أنّه لا يعقل أنْ يكون في هذا المكان, بسبب كذا وكذا, فإنّ المرجّح عند تساوي موثوقية كلا الشخصين هو كلام الأول. ومن هنا تطرح علينا مسألة كون المهدي عليه السلام قد ولد فعلاً لنناقشها.
المهدي عليه السلام ولد فعلاً:
يرى عدد من علماء الشيعة أن المهدي عليه السلامهو المولود الذي رزقه الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام، والذي أخفاه إلاّ عن خاصته خاصة خوفاً عليه من الأعداء, ولكن عدداً من العلماء يشكّك في الأمر كما رأينا. فلنتفحص الأدلة على افتراض كونه ابن الحسن العسكري عليه السلام، حديث أن الأئمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر إماماً أو أميراً أو خليفة، وهو حديث عبد الله بن مسعود كما في:
(مسند أحمد) 5/86 _108 وفي (سنن أبي داود), كتاب المهدي حيث يورد ثلاثة أحاديث بأسانيد مختلفة. وفي (صحيح البخاري) كتاب الأحكام الباب 52 وكذلك (صحيح مسلم) كتاب الإمارة. الأحاديث من 5_10 وكذا في (الطيالسي), ص105 و 180 و(تاريخ البخاري) 1/446 و(الترمذي) 4/501 و(الطبراني), الوسيط 1/474 و(أخبار أصبهان) 2/167 و(دلائل النبوة) 6/324 و(سنن البيهقي) 8/143و 143 و 144 و(الفردوسي) 5/229 و238 و(مصابيح البغوي) 4/137 و(تهذيب ابن عساكر) 1/445 و 446 و6/173 و(جامع الأصول) 4/439_ 442 و(فتن ابن كثير) 1/ 17 و(فرائد السمطين) 2/147_149 و(ابن خلدون) ص258 و(كشف الأستار) 4/115 و(مجمع الزوائد) 5/190 و191 و194 و(تيسير الوصول) 2/42 و(مطالب السؤول) 1/13 و(عرف السيوطي), الحاوي2/85 و(تاريخ الخلفاء) ص9 و(الخصائص الكبرى) 2/114 و(الجامع الصغير) 2/756 و(صواعق ابن حجر) ص20 و(برهان المتقي) ص175 و(كنز العمال) 6/49 و(عون المعبود) 11/361 و362 و369 و(الطبراني الكبير) 10/195 وابن عدي في (الكامل والحاكم) 4/501 و(المطالب العالية) 2/197 و(تطهير الجنان) ص15 و(تاريخ الخلفاء) ص10 و(الجامع الصغير) 1/350 و(مجمع الزوائد) 5/190 و(فيض القدير) 2/458 و(عقيدة أهل السنة) ص22. هذا إلى سائر كتب الشيعة المتحدثة عن موضوع الأئمة عليهم السلام عموماً والإمام المهدي عليه السلام خصوصاً.
ولكن إذا كان الدين سيكون عزيزاً أو قائماً إلى اثني عشر خليفة, فمن هم هؤلاء الخلفاء أو الأئمة أو الأمراء؟ لقد جرت محاولات لتسميتهم, فما تم اتفاق ولو جزئي إلا على الخلفاء والإمام علي عليه السلام والحسن بن علي عليه السلام وعمر بن عبد العزيز والمهدي العباسي. وكل راح يحاول التكملة بطريقته <فقد ذكر جماعة منهم أبو حاتم بن حبّان وغيره أنّ آخرهم عمر بن عبد العزيز, فذكروا الخلفاء الأربعة ثم معاوية ثم يزيد ابنه ثم معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم عبد الملك ابنه ثم الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز).
ويضيف الكاتب: (فالتحقيق في هذه المسألة أنْ يعتبروا بمعاوية وعبد الملك وبنيه الأربعة الراشدين وعمر بن عبد العزيز ووليد بن يزيد بن عبد الملك بعد الخلفاء الأربعة الراشدين).
وقال: (الحافظ عماد الدين بن كثير. . قد وجد منهم أربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الأربعة، ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة,وبعض بني العباس...).
ولم يبق من حل منطقي معروف إلا أنْ يكونوا هم الأئمة الذين يؤمن الشيعة بإمامتهم. فيكون آخرهم المهدي المنتظر عليه السلام.

العدد: ٦٣ / شعبان / ١٤٣٥ هـ : ٢٠١٤/٠٦/٠١ : ٥.٧ K : ٠
: د. محمد طي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.