الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٦٣ / شعبان / ١٤٣٥ هـ
مواضيع العدد
العدد: 63 / شعبان / 1435 هـ

لا تستغربوا...

لا تستغربوا

مجموعة من النقولات التاريخية تهدف إلى رفع حالة الاستغراب التي تنشأ من الادعاءات الكاذبة. مثل دعوى (احمد اسماعيل كويطع وغيرها) إذ يرصد وعبر الماضي والحاضر أسماء من ادّعوا الإلوهية أو النبوة أو الإمامة أو البابية والنيابة أو غيرها

نحن في زمان كثر فيه ادّعاء الباطل وأهليّة من ليس بأهل لتسنّم المناصب الروحية، سواء على مستوى الإلوهية أو النبوة أو الإمامة أو غيرها من المناصب الأخرى، ولكي لا نستغرب عندما نواجه دعوة من مثل هذه الدعاوى فلابدّ لنا أنْ نبرّز قضايا قديمة وحديثة تتحد موضوعاً مع موضوع هؤلاء الأدعياء، بينما لا نستغرب من تلك ونستغرب من هذه.
ففكرة (لا تستغربوا) تعتمد على ذكر الأشباه والنظائر ممن ثبتت حالة الإنحراف لديهم مع وجود أتباع لهم ومريدين كثيرين جداً يؤمنون بهم على أنّهم عناصر هدى وحق وإسعاد وخلاص بينما _وبعد فترة من الزمن_ يتبيّن للأتباع قبل غيرهم إنحراف هؤلاء.
من هنا تأتي أهمية هذه الأشباه والنظائر، ونكثر من بيان الحالات التي كانوا يستدلّون بها على حقّانيتهم ويصوّرونها على أنّها أدلّة لدعواهم، بينما تبيّنت بعد ذلك أنها من المتشابهات، ولا تحمل من حقيقتها إلاّ الألفاظ.
وهذا ما تهدف إليه _لا تستغربوا_ إذ أنّها لا تريد بالضرورة أنْ تقدم الأدلّة العلمية لتزييف دعاوى أهل الباطل والضلال، بقدر ما تريد أنْ تضع المواد المتشابهة والعناصر التي كانت لها نفس الحظوة التي يتمتع بها هؤلاء إلاّ أنّه تبين انحرافها وزيف مدّعياتها فيأتي التساؤل في نفس كل قارئ أنّه ما فرق هؤلاء عن أولئك؟

وهذه بعض أمثلة نطلعكم عليها... فلا تستغربوا...

1) قدامى الآلهة:

www.m-mahdi.com تنتابنا في بعض الاحيان مشاعر التأذّي والألم عندما نقرأ أو نسمع عن أشخاص ليس لهم قيمة حقيقية وقد تبوأوا مكانات اجتماعية او سياسية ليسوا بأهل لها، ولكنّ هذه الحالة تزول لمن اخذ العبرة من السنن الماضية ومن قرأ أو سمع عن أحداث الزمان الغابر.
والعجيب انّك عندما تقرأ التاريخ وتمر على الحوادث التي وقعت على الناس في ازمان وبلدان مختلفة، وتتأمل فيها جلياً تجد أنّ ما كان، يكون، وسيكون وكأنّنا نعيش مع من سلف، بالأحداث التي مرّت عليهم في زماننا، واللطيف أنّ هذا يعتبر في حد ذاته دليلاً ومن معاجز القرآن الكريم والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حينما اخبرا أنّ الناس سيتبعون سنن الماضين، وهو تحدّ واضح وصريح من وحي السماء بسير بعض الناس على خلاف المنهج الإلهي، والتأسّي بمنهج أهل الضلال والانحراف.
فمسألة ادّعاء الالوهية ليست بالحادثة العرضيّة او القضيّة المستحدثة، فمنذ القديم نشأت ورافقت وجود الانسان في هذا الكون، حيث سجّل لنا التاريخ نماذج ممن ادّعوا الالوهيّة منذ بزوغ الوجود الانساني على هذه www.m-mahdi.comالارض، وسجّل القرآن الكريم فرائد النماذج ممن ادّعت انّها إله ورب، فكان فرعون النموذج الأكثر تداولاً في آي القرآن الكريم، والنموذج الأكثر ايغالاً في هذه القضية، حتى عبّر عنه الذكر الحكيم في بعض آياته بأنّ هذا النموذج وصف نفسه بالرب الأعلى وليس برب الناس فقط، وكأنّه افترض أنّ هناك مجموعة من الأرباب يديرون العالم، وإنْ كانوا خارج سيطرة نفوذه وحكم مملكته، إلاّ أنّه اعتمد في خطاباته للناس هذا العنوان، قال تعالى: (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْري لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونينَ)، وقوله تعالى: (اذْهَبْ إِلى‏ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى‏*فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى‏ أَنْ تَزَكَّى*وَأَهْدِيَكَ إِلى‏ رَبِّكَ فَتَخْشى‏*فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى‏*فَكَذَّبَ وَعَصى*ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى‏*فَحَشَرَ فَنادى‏*فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‏).
وبطبيعة الحال فإنّ فرعون قدّم للبعض ما يسمى بالحجج والبراهين على إلوهيته، فيما كانت الحجة الكبرى له على الناس هي سلطنته وقدرته وجبروته التي حكم بها الناس، ولكنّ الله سبحانه أبى إلاّ أنْ يضرب مثلاً للخلق بأجمعهم بهذا الإله المتعجرف المتعالي، بأنْ يقتل بأتفه المخلوقات، فكان عبرة لمن يريد أنْ يعتبر من الادعياء، وأنساً وطمأنينة للمؤمنين الذي يقرأون عن الادعياء، فإذا كان في قديم الزمان وادّعوا الإلوهية، بل لو كان شيء فوقها لادّعوه أيضاً، فكيف بك في هذا الزمان؟، فينبغي للإنسان العاقل اللبيب المتدبر في سنن الماضين أنْ لا يستغرب.

www.m-mahdi.com

2) أمّ الأنبياء:

www.m-mahdi.com في بعض الاحيان لا تتأثر كثيراً بفكرة تأتيك من مجتمع لا يملك المستوى العالي من الثقافة والانفتاح والتحضّر، بينما انما تأتيك الفكرة من مجتمع يتّسم بنسبة معقولة من التحضّر والانفتاح تحتاج معها الى تأمّل وتفكّر في مناشيء هذه الفكرة واسباب توالدها في هذا المجتمع، فالثقافة تشكل اهمّ الحواجز تجاه الادّعاء الباطل أياً كان وفي أي مجال، واليوم نقرأ لدعوى ادّعتها امرأة في بلدة (باردو) وسط العاصمة التونسية، تونس، واستمرت هذه الدعوة لسنوات طويلة دون أنْ تردع بأيّ رادع، تلك هي (زهرة) التي ادّعت انّها أم الأنبياء،وهي المدرّسة بالمعاهد الثانوية والتي بدأت بعرض دعواها التي تسمّيها (رسالتها إلى الناس) حيث تقول إنّها ارسلت الى العالم لتوحيد الديانات من جديد عندما سمعت هاتفاً غيبياً يأمرها بذلك... ترددت زهرة في المرة الاولى، لكنّ الهاتف اخبرها انّه وحياني إلهي وانّه يأمرها ببث رسالتها السلميّة وتوحيد الأديان بين الناس، وهكذا بقيت زهرة تتلقّى الأوامر من الهاتف وتبلّغها للناس على شكل نصوص، فيما تأمر من لا يؤمنون بالانصياع الى رسالتها من خلال مجموعة من النصائح والمواعظ، حيث أرسلت إلى كبار الشخصيات العالمية ككوفي عنان والرئيس الامريكي السابق والرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورئيس الجامعة العربية عمر موسى ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون تطلب فيها من هؤلاء أنْ يمتثلوا لما في رسائلها وانْ يسعوا لتحقيق السلم العالمي وإنهاء الحروب وتحقيق السعادة، وقد حصلت بعض الوكالات الاخبارية كقدس بريس على نسخ من هذه الرسائل المرسلة عبر الفاكس لهذه الشخصيات.
تقول زهرة أُمّ الأنبياء إنّها تحضّر لعقد ندوة صحفيّة لعرض قرآنها الجديد الذي ما زال ينزل عليها تباعاً عن طريق الاتصالات الهاتفية من قبل وحي الهاتف _كما تزعم_ وهناك من صدّقها وآمن بمضمون دعواها.
ولا نريد الحديث كثيراً عن هذه الحالة الشاذّة والنادرة، إذ قلّما تدّعي امرأة النبوة بخلاف الرجال، ومن الندرة بمكان ادعاؤها في هذا الزمان وفي مثل المكان الذي ادّعت فيه، ولكن مع ذلك رأينا هذه الدعوة أو سمعنا بها.
إذن ننتهى إلى نتيجة مفادها أنّ الادعياء والادّعاء لا يوجد في قاموسهم خط أحمر وانّهم مستمرون في إطلاق دعاواهم المختلفة، فلابدّ على الناس أنْ يتصدّوا لهؤلاء وامثالهم واقلّه أنْ لا يستغربوا.

www.m-mahdi.com

3) مهدي السيف:

www.m-mahdi.comإنّ مهمّتي هي أنْ ينتشر الخير ويتوحّد المسلمين جئت لهذا العالم لأعلن للبشر انّني سأحارب بسيف الرسول وهو سيحارب بالقوس، دعائي مستجاب لكنّني لا أحب أنْ أؤذي أحداً، ودعواتي كانت في صالح الرئيس مرسي، وقد أهلكت حسني.
إنّني على طهارة منذ عشرين عاماً ليلاً ونهاراً لانني متعلق بعالم الرؤى والمنامات، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعطاني السيف الذي سأقاتل فيه، عندما اتألّم فإنّ المطر ينزل ليفرّج همّي، وعندما أضع قدمي في الميكروباصات فانّها تمتلئ بالناس كرامة لي، من يتبعني سوف ينجو ومن يخالفني فسيتحمّل وزر ما يفعله.
ألا يكفي كل هذا لأكون المهدي المنتظر، أنا خلف الله عبد الله أحمد حسن وزيري مدير لمدرسة ابتدائية في منطقة أبوتشت بمحافظة قنا من مصر العربية وابلغ من العمر 49 سنة.
فلا تستغربوا من دعوتي هذه واريدكم أنْ تؤمنوا بي وسترون توقيع المهدي الذي اوقّع لكم به.

www.m-mahdi.com

العدد: ٦٣ / شعبان / ١٤٣٥ هـ : ٢٠١٤/٠٦/٠١ : ٥.٧ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.