الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار:
صدى المهدي » العدد: ٦٤ / شوال / ١٤٣٥ هـ
مواضيع العدد
العدد: 64 / شوال / 1435 هـ

الرجعة / الحلقة العاشرة

الرجعة/ الحلقة العاشرة

نافذة نطلّ من خلالها على دولة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم

الشيخ حميد الوائلي

وصل بنا الحديث حول حقيقة الرجعة وابحاثها إلى الفقرة التي تقول: (هل أنّ الرجعة بدنيّة أو روحيّة؟).
كتب البعض أنّ الرجعة روحية، وأنّ من يرجعون لا ترجع أبدانهم إنّما أرواحهم، وذكر انّ ذلك ليس من التناسخ الذي استدل على بطلانه، وانّه من العقائد الباطلة.
وقال أصحاب الرجعة الروحية إنّ معناها هو رجوع ارواح ممحضي الإيمان وبعض الأنبياء والأئمة عليهم السلام لتسديد أصحاب الإمام المهدي عليه السلام كل حسب رقيّه وإيمانه، وقد استدلوا على ذلك ببعض الروايات التي حرّفوا مداليلها اللفظية وظهوراتها التي تفيد الرجعة المادية، بمعنى رجوع الروح مع البدن.
وبعد مراجعتنا للروايات لم نجد واحدة يمكن أنْ يظهر منها، ولو بمستوىً ضعيف من الظهور على الرجعة الروحية بالمعنى الذي ذكروه، بل بأي معنى آخر لرجعة الروح منفصلة عن البدن، إذ انّهم يرون أنّ الروايات التي تنص على ظهور مجموعة من خلّص أصحاب الأئمة في دولة الإمام المهدي عليه السلام، وعند ظهوره دليل على الرجعة الروحية بعد أنْ فهموا أنّ الرجعة لا تقع إلاّ بعد الإمام المهدي عليه السلام وموته أو شهادته، فحيث بنوا على أنّ الرجعة هي بعد زمان الإمام المهدي عليه السلام، كانت كل رواية يظهر منها، أو تنص على ظهور أشخاص في زمانه هي من الرجعة الروحية، وهذه هي كل أدلّتهم، فكل رواية تدل على الرجوع في زمن الظهور فإنّ معناها رجعة روحية، وعلى سبيل المثال فإنّهم ذكروا من بين هذه الروايات الكثيرة هذه الرواية التي انتقيناها لقصرها لا لشيء آخر، ويمكن أنْ يرجع من يحبّ الاطلاع على تفصيل مقالتهم إلى كتاب (الرجعة الروحية) والرواية هي عن الإمام الصادق عليه السلام: (يا مفضل انت واربعة واربعون رجلاً تحشرون مع القائم...),
حيث يقولون وفي هذا دلالة واضحة أيضا على الرجعة الروحية، إلى آخر ما ذكروه من روايات، ثم عطفوا ذلك بمقدمة أوهموا القارئ بأنّها العمود الفقري للبحث وهي رواية (عظائم الأمور من الرجعة واشباهها) التي يقولون إنّه لا يعرفها إلاّ الأوحدي، وبطبيعة الحال انهم هم الأوحدي لا غيرهم (حسب دعواهم).
هذا خلاصة ما يدّعون في الرجعة الروحية، ونحن نجيب عن ذلك بما يناسب المقام فنقول:
1. إنّ الأدلّة التي دلّت على ثبوت الرجعة إنّما دلّت عليها على نحو الرجعات التي وقعت سابقاً، كما نُص على ذلك من قبل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام في حديث ستتبعون سنن من قبلكم شبراً بشبر وباعاً بباع، وهذه القاعدة العامة يستفاد منها تطبيقا في المقام انما وقع من رجعة هناك (وقد تقدم في شروحنا السابقة انّها بدنية) هو عينه ما سيقع.
2. إنّ القول بالرجعة الروحية يلزم منه التناسخ أو ما ينتهي إلى التناسخ وهو باطل بالبديهة، فلابدّ من ثبوت الرجعة البدنية دون غيرها. وهذا الدليل مبسوط في محله من كتب الفلسفة, والخوض في تفصيلاته يخرجنا عن صلب البحث.
3. أنّ رجوع الروح دون تعلّق بالبدن لايحصل يوم القيامة الذي هو عالم آخر غير عالم الدنيا كما دلّت عليه الآثار، فكيف بالروح مع البدن في عالم الدنيا والاحتياج إلى البدن.
4. صرّحت الكثير من الروايات التي تقدّم ذكر بعضها أنّ من يرجع يرجع من قبره أو تنشق عنه الأرض، وهو ظاهر في أنّ رجوعه ببدنه وليس بروحه فقط, إذ لو كان ثمّة تفصيل فتركه ممن هو في مقام البيان مخل, فيثبت كون الرجعة بدنية.
5. إنّ ظاهر الأخبار دل على ماهو متبادر منها، والذي ينسبق إلى الذهن أوّلاً هو رجعة البدن دون الروح فقط, والانسباق التبادري علامة الحقيقة.
6. كون الرجعة روحيّة، فهذا المعنى يحتاج إلى بيان يناسب حجمها إذ الرجعة بلا بدن غريب بخلاف الرجعة معه, إذ الرجعة مع البدن قد وقعت مرّات ومرّات، فزال الاستغراب بذلك, امّا بدونه فيحتاج إلى بيان يناسب حجمها, لكنّنا نجد هذا البيان مفقوداً, بل البيان على العكس منه تماماً, وهو الظهور في الرجعة البدنية إنْ لم نقل النص فيها.
 

العدد: ٦٤ / شوال / ١٤٣٥ هـ : ٢٠١٤/٠٨/٠٤ : ٤.٨ K : ٠
: الشيخ حميد الوائلي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.