الحوار المهدوي: إحياء أمره بين الناس
الحوار المهدوي: إحياء أمره بين الناس
نور الهدى
هل نقوم الآن بواجبنا في المجال الإعلامي تجاه الإمام المهدي عليه السلام؟
وما مدى تشرّفنا بالحديث عنه في وسائل إعلامنا؟
ومدى حضور التشرّف بذكره في مؤسساتنا على اختلافها؟
هل نلتزم بعد افتتاح أعمالنا بكتاب الله تعالى بالدعاء له عليه السلام؟
وفي مساجدنا، هل نلهج بذكره عليه السلام في التعقيبات وغيرها، كما ينبغي؟
لاشك أنّ وضعنا الآن أحسن بكثير مما مضى.
إلا أنّه يبقى من واجبنا أنْ نبذل مزيداً من الجهد لنصبح جميعاً ونحن نشعر بالإرتباط الحقيقي بقائدنا بقية الله عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــ
نور الغائب
واقعا هناك ندرة فائقة في ذكر الإمام عليه السلام، وهذا كلام نابع عن واقع ومعايشة لمختلف الطبقات في المجتمع، إنّي أحضر الكثير من المناسبات والمحافل، فلا اجد من يذكر الإمام عليه السلام إلاّ في مقدمة المحفل، وهو إمّا نهنئ أو نعزي صاحب العصر والزمان عليه السلام، أمّا الحديث عن شخصه وربط مناسبة الحفل به، فهذا لا نجده إلاّ نادراً وفي بعض الأحيان تخنقني العبرة لعدم وجود من يذكره حتى بالتهنئة أو بالتعزية، لانّ كل ماعندنا هو ببركة وجوده ودعائه لنا ولولاه لساخت الأرض بأهلها، ومع ذلك لا نجد له ذاكراً إلاّ ما قلّ وندر، وهذا ناتج عن عدم معرفة الإمام عليه السلام كما ينبغي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خادم المهدي313
إنّ عملية إحياء عقيدة أهل البيت عليهم السلام بصورة عامّة، وإحياء عقيدتنا بالإمام عليه السلام بصورة خاصة هي من أشرف الوظائف التي يسلكها المؤمنون في التقرّب إلى الله.
وقبل الإجابة على هذا السؤال أقول:
ما المقصود من الناس؟
تارة يكون المقصود من الناس الشيعة، وعملية الإحياء في هذا المقام تكون اقل صعوبة ممن لم يعتقد بإمامة اهل البيت ومن ضمنهم الإمام عليه السلام.
الوقفة مع الشق الأول(الشيعة).
إنْ كان المقصود من الناس هم الشيعة ولم تكن عندهم شبهة حول قضية الإمام فإنّ مظاهر الإحياء تتلخص في الجانب الاخلاقي مع التاكيد على الجانب العقائدي.
وبمعنى أوضح هو عملية تفعيل العلاقة مع الإمام عليه السلام، لأنّ هؤلاء لا يعيشون على مستوى الاعتقاد أية مشكلة عقائدية، ولاتوجد عندهم شبهات، بل هؤلاء يحتاجون إلى زخم روحي وعاطفي، والزخم الروحي تكفّلت به الأدعية المباركة، مثل دعاء العهد، فيعطي الدعاء له إحساساً روحياً، أنّه يناجي الله ويتحدّث مع الإمام عليه السلام ويجعل له بيعة في عنقه، بل يرتقي الداعي إلى مستوى أنّه يطلب من الله إنْ وافاه الأجل أنْ يكون من أصحاب الكرّة، هكذا يحاور الإمام عليه السلام ويعبّر عن موقفه ومدى اصراره وولعه به عليه السلام، وأنّ القضية ليست محصورة في عالم الحياة، بل حتى لو مات هذا الإنسان فلا ينقطع أمله بنصرة الإمام عليه السلام.
فيبدأ الداعي يعيش الغيب واقعاً ملموساً، والمغيّب حاضراً ومحاوراً له، فتبدأ هذه النفس البشرية بالانفتاح على مثل هذه الحالات الصادقة، ويعيش حالة العلاقة الواقعيّة مع الإمام عليه السلام، ولولا خوف الإطالة لفصّلنا في المقام أكثر، لكنّنا نكتفي بهذا القدر من الزخم الروحي.
امّا الزخم العاطفي فينبع من الاحساس بمعاناة الإمام عليه السلام وانّه موتور بجدّه الحسين عليه السلام. وانّه يبكي عليه صباحا ومساءً.
وبمعنى أكثر وضوحاً انّ هؤلاء كي تتفجّر عندهم العواطف الولائية يحتاجون الى الشعور بمظلومية الإمام عليه السلام، فانّ الاحساس بالمظلومية يفجّر العواطف في نفوس المحبين ويجعلها متاجّجة، فيعيش المحبّ حالة الشوق إلى الإمام لأنّ من عشق شيئاً يشتاق إليه بسبب فراقه، ويبدأ يعيش حالة الانس بذكره والجزع على فراقه.
وبعد ذلك تأتي ثمرات الزخم الروحي والعاطفي.
وهي متعددة، لعلي اوفّق إليها فيما بعد واقف على بقية التفاصيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
زمزم
أحسنت أخي الكريم خادم المهدي عليه السلام ولكنّي اود أنْ اشير اشارة مقتضبة إلى أنّ الشعور بالمظلومية هنا هو ليس أول درجة في سلّم التعامل مع القضية المهدوية، إذ ليست القضية تراجيدياً مجرّدة عن اعتقاد مسبق بموقع الإمام عليه السلام في الوجود وفي حياة الفرد المسلم، إذ اننا كثيراً ما نقرأ قصص البؤساء والمظلومين والمقهورين وتتاجّج فينا روح العطف عليهم بل ومحبتهم، ولعلّها تتعمّق أكثر فأكثر، فنطالب بحقوقهم المضيّعة وردّ مظالمهم، ولكنّ قضية الإمام المهدي عليه السلام لا تبدأ من هنا بل تبدأ (بنظري القاصر) من معرفة مسبقة بضرورة الإيمان به نوراً من الأنوار الإلهية التي أمرنا باتباعها، لانّها كفيلة بإخراجنا من الظلمات إلى النور .
ولعلك تقول إنّ كلامك كان موجّهاً للشيعة الذين يعتقدون به، وانْ لا مشكلة عندهم في أصل الاعتقاد به، فإنّهم مؤمنون به وقد طووا الدرجة الأولى من الطريق، فانّي سأقول من انّ معرفة عامة الشيعة مازالت ناقصة ويسيرة جداً، وإنّ كثيراً من الشبهات مازالت عالقة بأذهانهم، ولعلّنا من هنا نجد بعضهم يميلون مع كل جهة تدّعي ارتباطها بالإمام عليه السلام.
إذن لابدّ في المرتبة السابقة أنْ نعمق الاعتقاد المعرفي بإمامنا لكي نعرف حقيقة مظلوميته، ومن ثم نموت حسرة لتلك المظلومية الني تلعب دور الرابط الذي يشدّنا إليه ويدفعنا إلى استشعار نار الجوى ومن ثم العمل على نيل التشرف بخدمته، واتصوّر انّ هذا هو الطريق الذي يسلكه العلماء والفقهاء الذين نالوا هذا الشرف.
ـــــــــــــــــــــــــ
طيف المرتجى
أنا اعتقد أنّ من أهم الأمور التي يجب أنْ يراعيها المنتظر الحقيقي هو دراسة حياة الائمة عليهم السلام السياسية، وكيف انّهم مهّدوا بعملهم لإقامة حكومة إسلامية سواءً على المدى القريب أو على المدى البعيد، واعتقد انّ من يدرس حياتهم السياسية سوف يتعرّف على الكثير من الأمور المهمّة التي تساعده في معرفة الطريق إلى نصرة الإمام عليه السلام بالصورة العملية، واعتقد أنّ من يقوم بذلك سوف يلمس ذلك بقوة، وهناك شيء آخر وهو انّ من لم يوجد له عمل في الواقع (قصدي المحلة أو المحافظة) فإنّ تفاعله سيكون قليلاً أو ربما يتحوّل إلى عاطفة أو ترف فكري، فيجب علينا مزج المعرفة والواقع لكي يتحقق الأمر المهم وهو التمهيد للإمام عليه السلام، وذلك من خلال تهيئة الأمور له فإذا لحقنا به نصرناه، وإذا لم نلحق به فإننا سنكون قد هيّأنا له شيئاً في واقعنا أو في منتدانا.
وأؤكد على أهمية معرفة الدور السياسي للائمة عليهم السلام والتي هي مقدمة لمعرفة دور الإمام عليه السلام، وهناك شيء آخر لابدّ من دراسة مقامات الإمام النورية لكي نتعرف على السر الإلهي فيه، فإذا عرفناه أحببناه، وإذا ازدادت محبتنا له عشقناه، وإذا عشقناه لا ندع له حاجة الاّ حققناها له، ولعلّ أفضل شيء نقدمه له هو الروح التي بين جنبينا...
وهناك تتمة شيّقة للموضوع لنتابعها على رابطه في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام الاتي:
www.m-mahdi.info/forum