السيد أحمد الصافي: إنّ خطر الإرهاب يهدد بلدنا والتصدي له مسؤولية الجميع
السيد أحمد الصافي: إنّ خطر الإرهاب يهدد بلدنا والتصدي له مسؤولية الجميع
ذكرنا في الخطب السابقة إنّ الخطر الحقيقي الذي يهدّد بلدنا هو الإرهاب والإرهابيون، وأنّ التصدي له هو مسؤولية الجميع لأنّ المستهدف هو الجميع، ونؤكّد هنا أنّ القوات الأمنية بكل تشكيلاتها مع أبنائنا المتطوعين هم الذراع الضاربة للشعب ضد الإرهابيين والمحامي عن العراق في مقابل هجماتهم الشرسة وعليها اليوم مسؤولية تاريخية ووطنية وأخلاقية، فالإخفاق _لا قدر الله_ غير مسموح به اطلاقاً، وعليه فلابدّ من زيادة الوجود العسكري في أماكن الصراع مع الإرهابيين وتهيئة جميع الإمكانات والحضور الميداني من قبل القادة المهنيين الكفوؤين وبثّ الروح القتالية والبطولية في نفوس المقاتلين الشجعان حتى تنجلي هذه الغمّة التي ابتلينا بها ..
فالتجهيز بالعدّة العسكرية اللازمة لإدامة المعركة وتوفير المستلزمات الضرورية من مأكل ومشرب، وسهولة التواصل بين القيادات العسكرية وما يحدث على الأرض، كل ذلك من مبادئ الحالة العسكرية الناجحة ..
فلابدّ أنْ تخضع جميع المواقف اليومية لتقييم موضوعي توزن فيه الحالة الفعلية لطبيعة المعركة فتعزّز المواقف الايجابية وتعالج المواقف السلبية مع ملاحظة أنْ توفير مستلزمات النجاح في المعركة مع الإرهاب هو من مسؤولية الحكومة في الدرجة الأساس وعليها بذل أقصى الجهود في ذلك، وليس من المعقول أنْ نسمع نداءات الاستغاثة يومياً من بعض القطعات بسبب قطع خطوط الإمداد، أو قلّة التجهيزات أو التموين..
ولابدّ من الاهتمام أيضا بالدور الوطني الذي تقوم به بعض العشائر في التصدّي للإرهاب والسعي لطرده، وهو دور مشرّف يحتاج الى دعم متواصل من قبل الحكومة.
وعلى القادة السياسيين المتصدّين أنْ يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم في الأمور الخطيرة التي يمّر بها البلد، وليكونوا على حذر تام من أية محاولة للتدخل في الشؤون السيادية بدوافع معينة.. ففي الوقت الذي يهدّد الإرهاب المجتمع الدولي بأسره و يحاول أنْ يتمدّد ما استطاع الى ذلك سبيلا ويحصل على موطئ قدم هنا وهناك إلاّ أنّ هذا لا يعني التدخّل السلبي في شؤون البلد ولا يصح أنْ يستجاب لبعض الذرائع في المساس بسيادته ..
نعم على الحكومة الاستفادة من جميع الإمكانات المتاحة عبر علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة في سدّ ما يوجد من نقص في المفاصل الأمنية المختلفة ولكن مع المحافظة على كون القرار عراقيا في جميع ذلك، وهذا يتطلّب مدّ جسور الثقة بين الفرقاء السياسيين والسعي الجاد من قبلهم لتوحيد المواقف من اجل المحافظة على وحدة البلد وسيادته..
موقع العتبة الحسينية المقدسة 10/10/2014