تمهيدنا: الاستعداد التام لظهور الإمام عليه السلام
تمهيدنا: الاستعداد التام لظهور الإمام عليه السلام
نسمع في المجالس والأندية أنّ الأحداث تسير باتجاه قرب ظهور الإمام عليه السلام،وهي مقولة صادقة إلى حدّ كبير، فإنّ الأحداث من زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تسير باتجاه النهاية، وإنّما قبل النهاية هو حتميّة ظهور الإمام عليه السلام، فمن الطبيعي أنْ يكون لكل حدث مدخليّة في ظهور الإمام عليه السلام، ولكنّ الذي ينبغي أنْ يلتفت إليه وبعناية أمران، الأوّل منهما وهو الأهم ما هو مقدار حظّنا من هذه الأحداث إيجاباً في ظهوره عليه السلام.
ومعنى ذلك أنّ كل فرد من المؤمنين ينبغي أنْ يكون له دور ايجابي فعّال، على المستوى الفرديوالنفسي في علاقته مع الإمام عليه السلام، ومقدار ذلك في تقريب فرج الإمام عليه السلام، فضلاً عن أنْ يكون له دور اجتماعي في هذا الحدث الكوني الكبير،وهنا تأتي مرحلة الإعداد والاستعداد،فلابدّ على الفرد أنْ يعدّ نفسه بشكل دقيق لأنْ يكون عنصراً فعّالاً ومؤثراً بحركة الظهور المقدّس من خلال عدّة عوامل شرعيّة واخلاقية وسلوكية، فلابدّ أنْ يلتزم بمضامين الشريعة التزاماً حرفياً ولايحيد عن ذلك، فضلاً عن خُلقه الرفيع المؤثّر في المجتمع المترجم كل ذلك إلى سلوك عمليّ ينهض بالأفراد الآخرين إلى حالة التأسّي بهذا الفرد الذي ما انفكّ يعدّ نفسه استعداداً للظهور المقدّس.
فالإنسان المؤمن الذي تقع في رأس قائمة أولويّاته مسألة الظهور المقدّس للحجّة المنتظر عليه السلام يبحث عن كل صغيرة وكبيرة تؤثّر إيجاباً في تفعيل هذه العقيدة لدى نفسه، كما أنّه يسعى جاهداً لإزالة ما يؤثّر على ضعفها أو خمولها فضلاً عن انحسارها بسبب العوامل السلبية، داخلية كانت في نفسه، أو خارجية من محيطه.
امّا العامل الآخر فهو عامل اجتماعي،فكما يُطلب من الفرد أنْ يؤسّس لنفسه عقيدة وثقافة وسلوكاً يؤثّر إيجاباً في تعجيل فرج المولى المقدّس،فكذلك على المستوى الاجتماعي ينبغي أنْ يكون هذا الفرد مؤثّراً في تشكيل بيئة مهدوية تؤثّر إيجاباً في دفع الناس اتجاه الاهتمامات المهدويّة، ونشر ثقافة الانتظار من خلال المجالس والأندية التي تفتقر كثيراً لهذه الثقافة، فالفرد الذي أعدّ لنفسه منهجاً صحيحاً في هذا المضمار لابدّ أنْ لا يجعله حبيساً في أدراج أُفق النفس، بل لابدّ من اخراجه من خلال سلوك يمارسه، أو فكر ينشره، لتكون بذلك حظوته عند إمامه عليه السلام كحظوة إبراهيم الخليل عليه السلام عند ربّه، إذ جُعل أمّة رغم فرديته، لأنّه حمل على مستوى الفكر والسلوك هموم إنقاذ الأُمّة بأسرها من براثن ما كانت تعيشه، وهكذا المأمول من الفرد المهدوي الذي أعدّ نفسه إعداداً صحيحاً للظهور المقدّس، فكلّ حدث نراه اليوم له مدخليّة ولكنّها لابدّ أنْ تنضبط في إطار الشريعة المقدّسة، ولابدّ أنْ تتحدّد بحدود ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام، فنحن نسير في طريق حافّتاه الترقّب والانتظاروالاستعداد من جهةوحرمة التوقيت والاستعجال وذمّهما من جهة أخرى،فهذه الثقافة التي تشبه إلى حدّ كبير ثقافة الأمر بين الأمرين هي الكفيلة وحدها بنجاة المؤمنين، وتشكيل قاعدة عريضة تؤثّر في تعجيل فرج الإمام المنتظر الغائب عليه السلام.
رئيس التحرير