الحوار المهدوي الإمام المهدي عليه السلام والأسلحة الفتاكة
الحوار المهدوي الإمام المهدي عليه السلام والأسلحة الفتاكة
زمزم
كثر الحديث في نوع الاسلحة التي يستفيد منها الامام المهدي عليه السلام في زمن ظهوره، فبين مؤيّد للوقوف على النصوص في أنّ المراد هو نفس السيف والقناة والسنان، وبين مدّع ومؤيّد لمجاراة الحضارة(!) ومواجهة التطور التكنلوجي بمثله من قبله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الغر الميامين.
ولا أريد أنْ اجزم بأحد المحتملين مع وضوحي في مقالات سابقة باختياري الأوّل منهما وقوفا عند النص الشريف، ولقرائن اخرى لامجال هاهنا للخوض فيها، ولكنّي أود أنْ اطرح بعض التساؤلات لرواد المحتمل الثاني ومؤيّديه:
هل يعقل أن يمضي الإمام عليه السلام استعمال الأسلحة الفتّاكة المعروفة لدينا وغير المعروفة منها والتي هي حتما اشدّ فتكاً منها، ضرورة أنّ كل مؤمن منّا يستنكر بل ويستقذر استعمال مثل هذه الأسلحة؟.
وهل يعقل أنْ يستفيد الإمام عليه السلام وهو عين الرحمة الإلهيّة والشفقة الربانيّة من أسلحة عمياء صماء بكماء لاترحم طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ضعيفة، لا حول لها ولا قوة كما تفعل الأسلحة الفتاكة اليوم؟.
وهل يعقل أنْ يستفيد الإمام عليه السلام وهو نسخة مطابقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أسلحة لا تبقي زرعاً ولا شجراً ولا تميّز بين الأخضر واليابس منها؟!.
وهل يعقل أنّ الإمام عليه السلام وهو النسخة المطابقة لحيدرة الكرار عليه السلام أنْ يستعمل الغدر والختل بإلقاء القنابل العنقودية والفسفورية من أعلى شاهق في الفضاء على البشر الذين يختلط فيهم المجرم والبريء؟!.
وهل يعقل أنّ الإمام عليه السلام لا يسلك المنهج الصحيح في المواجهة العادلة والنزال المنصف الذي تتضح فيه شجاعة الشجاع وجبن الجبان والذي ينحصر في القتال بالسلاح الأبيض لا غير؟!.
فإنْ قلت: فما حكم الأسلحة المتطورة اليوم وكيف يصحّ مواجهتها بالسيف والرمح والسنان والخنجر؟؟.
قلنا: قد ورد انّه عليه السلام يبطل كل تلك الأسلحة الفتاكة الجائرة.
فإن قلت كيف يبطلها؟.
قلنا: الإبطال لا يستعصي على من جبرائيل في ميمنته وميكائيل على ميسرته، بل وحتى لو استبعدنا الإعجاز في ذلك فإنّ الطرق المعروفة اليوم لعامة البشر لهي أكثر معروفية عند الإمام عليه السلام وأصحابه إذ من الواضح أنّ أكثر الأسلحة الفتاكة اليوم إنْ لم تكن جميعها تعمل على أساس الأجهزة الكمبيوترية التي تتأثر بالفايروسات، ولا يبعد أنْ معرفة اصحاب الإمام بنظم الدفاعات والمضادات الكمبيوترية، بل وتفوقهم في هذا المجال هو الذي يسهل عليهم ابطال كل تلك الاسلحة المدمرة الفتاكة .
وعلى من يذهب الى ان السيف المذكور في الروايات انما هو رمز للسلاح !! عليه ان يفسر لنا معنى الرمح والقناة وغيرها من ادوات الحرب التي ذكرت في الروايات، ضرورة ان التعاطف يستلزم التغاير، وإلاّ لزم اللغوية والتكرار في كلام المعصوم وهو منفي بالضروة، فقد ورد في الدعاء (شاهراً سيفي مجرداً قناتي) فإذا كان السيف يرمز للسلاح فإلى مَ يرمز الرمح ؟!!
ارجو من الاخوة والاخوات التفضّل عليّ بما يمكن تعقّله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
خير الاماء
حيّا الله زمزم ووفقه دائماً لرفدنا بإلتفاتاته الكريمة.
كي يكون الكلام مفيدا نتبع وصية الباحث في تنقيط الحديث ومنهجته ليكون أكثر نفعاً:
1. المعركة والقتال ليس سلاحاً فقط ونوعية هذا السلاح، وانما المعركة يسبقها التخطيط، والتخطيط يعتمد على حكمة قائد المعركة وحنكته، فإذا كان القائد للمعركة المعصوم عليه السلام قطعاً، فسيكون التخطيط على اعلى ما يمكن من الدقة واصابة الهدف دون ان يكون هناك ظلم لأحد او عدوان على بريء.
2. المشكلة ليس في الأسلحة الفتاكة، وإنّما المشكلة في مستخدمها، فإذا كان المستخدم يخاف الله فلن يكون هناك أذى لغير الظالم والمعتدي، وإلا فعندها سيصدق كلامك حول ان الاسلحة ستقتل الطفل الصغير والشيخ الكبير وما شاكل. وهذا نجده حتى مع استعمال السيف وليس السلاح الفتاك، وعلى سبيل المثال معركة الطف ألم يكن السيف هو السلاح المستعمل في المعركة، فكيف كان استعمال شيعة آل ابي سفيان للسيف، وكيف كان استعماله من قبل الحسين عليه السلام وأصحابه؟ اذن المشكلة في المسلح وليس في السلاح.
3. اذا كان هناك استعمال للأسلحة الفتاكة، وهذه الأسلحة كما قلت تقتل الشيخ الكبير والطفل الصغير والنساء، وهذا خلاف الرحمة، هنا اسئلك سؤالاً: مَن أكثر رحمة الإمام عليه السلام أم الله عزوجل؟ قطعا الله هو أرحم الراحمين، إذن ماهو جوابك على تعذيبه لقوم نوح عليه السلام ولوط عليه السلام وغيرهما من الأنبياء الذين عذّب الله أقوامهم وفيهم الطفل الصغير والشيخ الكبير والنساء، وما جوابك على قول نوح عليه السلام (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا*إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) فجوابك على هذا يصح أنْ يكون جواباً على ذاك.
4. الإمام يستعمل التطور التكنولوجي، وهذا ما قلته انت في مشاركتك، فما الضير إذن من استخدام التطور التكنولوجي في حركة الإمام عليه السلام سواء في الأسلحة ام في غيرها؟؟.
5. اقتباس:
وعلى من يذهب إلى أنّ السيف المذكور في الروايات انما هو رمز للسلاح!! عليه ان يفسر لنا معنى الرمح والقناة وغيرها من ادوات الحرب التي ذكرت في الروايات ضرورة ان التعاطف يستلزم التغاير وإلاّ لزم اللغوية والتكرار في كلام المعصوم، وهو منفي بالضروة، فقد ورد في الدعاء (شاهراً سيفي مجرداً قناتي) فإذا كان السيف يرمز للسلاح فإلى مَ يرمز الرمح ؟!!.
استخدام السيف والرمح والقناة في النصوص الشريفة يرمز إلى التنوّع في الأسلحة المستخدمة في المعركة وأنّه ليس سلاحاً من نوع واحد بل متعدد ومختلف، بحيث أنّ كل نوع يستخدم في المكان المناسب الذي يصح أنْ يستخدم فيه سلاح معين دون غيره، فعلى سبيل المثال الأماكن التي تحتاج أنْ يدمر كل ساكنيها الذين (لا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً) تستعمل معهم أسلحة الدمار الشامل، أمّا المناطق التي لاتحتاج إلى التدمير الشامل وإنّما تحتاج الى تمشيط وتنقية يستعمل معها الأسلحة الخفيفة وما شاكل.
وهذا التنوع والاختلاف في الاستخدام نجده في استعمال السيف والرمح والقناة، فعمل السيف ليس كعمل الرمح وليس كعمل القناة، وقطعاً السيف أكثر أثراً من الرمح والقناة، فإذا كان كل من السيف والرمح والقناة يقتلن العدو فلماذا هذا التعدّد من قبل المعصوم ولم يكتف بذكر السيف فقط؟.
هذه خمسة نقاط عدة أصحاب الكساء لعلها تصلح جواباً لما تفضلت به.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الغائب
اعجبني طرحك للموضوع والصياغة الأدبية والأسلوب الخطابي الذي انتهجته في الطرح، وحقيقي يقال إنّ من الكلام لسحراً، فاسلوبك عاطفي يسحر القارئ ولايدع مجالاً للتفكير حيث تأخذ عليه أقطار الأرض وآفاق السماء بكلام منمّق وكلمات مزوقة وطرح ساحري جذاب.
ولكن جزى الله خير الإماء فقد كان جوابها علمياً منقطاً، فهي كفّت ووفّت، لذا لم أجد من حاجة ماسة للإجابة على موضوعك إلاّ من باب المشاركة التوضيحية والتبرّك في المداخلات.
فأقول: للنظر إلى الأمور بنظرة عامة بعيداً عن الخطابيات والصياغات الأدبية.
فإنّ أي مجتمع حينما يتطور تاخذ كل جنبات الحياة بالتطوّر بشكل تلقائي، وانّ أي اختراع جديد يلقي اليوم بظلاله على جميع مرافق الحياة، فمثلاً اختراع الكهرباء كان له الدور الأساس في النهضة العلمية في كل مجالات ومرافق الحياة الأُخرى، فأنتَ لاتجد اليوم مكاناً أو مساحة إلاّ وهي تستفيد من هذا التطور، وهكذا مثلاً اكتشاف الليزر فإنّه دخل في صميم الحياة وهكذا الالكترونيات فقد دخلت الحياة العامة من أوسع أبوابها فهي داخلة في الآلات الطبية والآلات العسكرية وحتى لعب الأطفال.
بعد هذه المقدمة نأتي وننظر إلى عصر الظهور حيث نسلّم معاً وكذا اخي الكريم زمزم انّ عصر الظهور يكون من أرقى العصور خصوصاً من الناحية العلمية، وما تفضّلت به الاخت خير الإماء في ردودها يوضح ذلك، فإذا كان هناك علم عند أصحاب الإمام يفوق ماعند أعدائهم بأضعاف مضاعفة بحيث كما صرّحت أنتَ يستطيعون تعطيل الأجهزة العسكرية للأعداء من خلال خبرتهم العلمية الهائلة فبنفس هذه القدرة العلمية الفائقة تكون أجهزتهم العسكرية أيضاً.
الا يمكن أنْ يكون جهازهم العسكري بشكل ليزري مثلاً أو أكثر تطوراً مما لايخطر باذهاننا فعلاً.
فالذي يستطيع أنْ يعطّل أجهزة عسكرية دقيقة جداً يستطيع أنْ يصنع مثلها أو أفضل منها بما يمتلك من قدرة علمية.
ثم لماذا تحاول التأثير على القارئ من خلال طرحك للوحشية الهمجية في هذه الحروب، وأنّ هناك حرب مدن وقصف أبرياء، ثم تثور ثائرتك حول حقوق الإنسان وتذرف الدمع على الأبرياء..... روديك.
فمن قال بهذا الأمر؟ من قال بحدوث حروب مدن وقصف قرى ومستشفيات ووومن مرافق الحياة.. الإمام لايحارب إلا ثمانية أشهر وأغلبها حروب عساكر وليس حروب مدن، وأغلب المدن يفتحها بالصلح أو التهليل أو التكبير، وهكذا سلاح الرعب وغيره، فيسلّمون للإمام تسليماً.
الخلاصة:
بإمكان الإمام وأصحابه اختراع جهاز يقتل الأعداء دون الأبرياء ببساطه وبدون كل هذه الخطب الرنّانه.
ولقد اضحكني استدلالك في الشجاعة على السيوف.
أقول لعل الملاكمة تدل على الشجاعة أكثر من السيف فهل أنتَ من دعاة الملاكمة في عصر الظهور؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الباحث
البحث بغض النظر عن النتائج التي سنصل إليها يعتمد على الاستظهار من النصوص، وهو غير خاضع للتعبّد, نعم له موازين منصوص عليها في محلها.
والذي يظهر أنّ السلاح عنوان عام يشمل كل ما يستخدم في آلة الحرب سواء كان السيف أو غيره, وحسب الظاهر الذي يساعد على الأخذ بانّ المراد من مصداق لهذا السلاح ما ينسجم ونفس زمن الظهور أنّ دولة الإمام لاتقوم على مفردة الإعجاز بشكل مستقل, وإلاّ لما كان من معنى للكثير مما يخضع لنظام الاسباب والمسببات الذي هو الاصل المتبع في كل شئ.
فالذي ينبغي بحثه قبل مفردة السلاح هو نفس عصر الظهور (وهذا ما اشار اليه المشرف الغائب) فإذا كان قائماً على نظام الأسباب والمسببات (النظام الطبيعي) فيكون السلاح هو ماينسجم وعصر الظهور, وإذا كان الأمر يقوم على أساس الإعجاز تمّ قبول قول الاخ زمزم, ولكن ما لايجب أنْ نعتمده هو انّ نبني في بعض المفردات على نظام الأسباب وفي بعضها الآخر على الإعجاز .
وهناك تتمة شيّقة للموضوع لنتابعها على رابطه في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام الاتي:
www.m-mahdi.info/forum