الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار:
صدى المهدي » العدد: ٧٠ / ربيع الثاني / ١٤٣٦ هـ
مواضيع العدد
العدد: 70 / ربيع الثاني / 1436 هـ

شرح دعاء الندبة / الحلقة الثلاثون

شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثلاثون

رابطة إحياء دعاء الندبة

ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات هذا الدعاء الشريف، دعاء الندبة، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح الفقرة التالية: (اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ).
يتحدث هذا المقطع الندبي المبارك عن صفة من الصفات التي سيتلبّس بها الإمام عليه السلام عند ظهوره المبارك، كما في المقطع الذي سبق والمقاطع التي ستأتي، ودلالة المقطع على المعاني التي تضّمنتها الألفاظ واضحة إذ يتحدّث عن أنّ الإمام المهدي عليه السلام هو الرجل الإلهي الذي أعدّته السماء لاستئصال جذور الظلمة، ومتى ما استئصلت جذور الظلمة سيستأصل الظلم ويطهّر الأرض من كل جور، وإذا أزيل الجور والظلم عن الأرض سعُد الناس، وهنئت المعيشة، ورضي الربُّ الجليل، إذ أنّ الهدف الأسمى من بعث الأنبياء هو رفع الظلم، وتطهير الأرض منه، لتنفتح فرص الإقبال على الله سبحانه وتعالى وعبادته دون رادع أو مانع، من ظلم ظالم أو جور جائر.
وقد تحدّث المقطع عن أنّ المهدي عليه السلام قد أُعدّ إعداداً إلهيّاً بمقتضى ما تحدّث الدعاء المبارك عن أوصاف يسمعها القارئ له عند ترتيل الدعاء، فكون المهدي عليه السلام هو ابن الحُجج والبراهين والصراط المستقيم، وهو السراج المنير، وابن المطهّرين والهداة المهديين، وهو بقيّة الله في أرضه، فكلّ هذه الصفات وغيرها التي تحدّث عنها الدعاء الشريف تؤكّد لنا أنّ الإعداد في المهدي عليه السلام هو إعداد إلهيّ، إعداد إلهيّ على المستوى العسكري، وإعداد إلهيّ على المستوى السياسي والاقتصادي والإداري والأخلاقي، وعلى كل الجوانب وفي كل المناحي.
فالإمام عليه السلام رجل الله الذي أعدّته السماء لمهمّة إلهية، هذا ما يريد أنْ يتحدّث عنه هذا المقطع فيقول لنا: أيّها الناس يا من تقرأون هذا الدعاء إنّنا _السماء تتحدث_ أعددنا لكم رجلاً ربيّناه بتربية إلهيّة خاصة، وجعلناه محلاً لصفات فريدة، وادّخرناه لمهمّة مقدّسة، ووظيفتكم تجاهه انتظاره في غيبته، ونصرته عند ظهوره ليقوم بأداء مهمّته، فيقطع عنكم دابر الظلمة ولا يبقي لهم من وجود يذكر.
فهذا الرجل الإلهي ليس فقط يحارب الظلمة، وإنّما يتعقّبهم ليستأصل جذورهم، فيقطع دابرهم، وقد ورد في روايات كثيرة تتحدّث عن كون الإمام المهدي عليه السلام هو الرجل الإلهي المعدّ لهذه المهمة المقدّسة، ومن تلك الأخبار ما ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لمّا اُسري به إلى السماء: (...قال: قلت يا رب ومن هؤلاء؟.
قال عزوجل: هؤلاء الائمة... وهذا القائم الذي يحلّل حلالي ويحرّم حرامي، وبه انتقم من اعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين).
وفي تفسير قوله تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ)، قال الإمام الصادق عليه السلام: (...يا محمد من تكذيبهم إيّاك فإنّي منتقم منهم برجل منك، وهو قائمي الذي سلّطته على دماء الظلمة).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ألا أنّ خاتم الائمة منّا القائم المهدي، ألا انّه الظاهر على الدين، ألا انّه المنتقم من الظالمين، ألا انّه فاتح الحصون وهادمها، ألا انّه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا انّه مدرك بكل ثأر لأولياء الله...).

العدد: ٧٠ / ربيع الثاني / ١٤٣٦ هـ : ٢٠١٥/٠١/٢٥ : ٦.٥ K : ٠
: رابطة إحياء دعاء الندبة
التعليقات:
لا توجد تعليقات.