قصة قصيرة: ببركة إمام العصر عاد إليها البصر
قصة قصيرة: ببركة إمام العصر عاد إليها البصر
محمد حسن عبد
اجهدت امّ عثمان نفسها كثيراً بانفعالها، منتصرة لابنها في نقاشه _مع رأيه العقيم_ مع صديقه الإمامي الاثني عشري، مصرّة على رأيها، مبتعدة بذلك عن جادّة الحقّ.
بالغت المرأة في العناد الى الحد الذي شتمت به رفاق ولدها، واكثرت من ذلك.
ما النتيجة، لقد عميت المرأة، وقد احسّت بذلك، الكل يشاهد عينيها مفتوحتين، لكنّ بصرها كفيف.
سبحان الله.
مع ذلك فإنّ الكل من اصدقاء ولدها. امهّاتهم ذهبن بأمّ عثمان الى الاطباء في بلدتها الحلة وبغداد، ولكن دون فائدة.
قالت لها بعض النسوة: إنّها اذا عميت البصيرة لحقها البصر.
وذات يوم جاءتها نساء مؤمنات، ثابتات على ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقلن لها:
- لِمَ لا تذهبي الى خاتم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعتذرين له عمّا بدر منك بمعاداته ومجافاة آبائه، فإنّك إنْ دخل التشيّع إلى صدرك وتوليّتهم ثم تبرّأتي من اعدائهم، كان ذلك ضماناً لعافيتك.
فقالت من فورها متعلّقة بأمل الشفاء:
- وكيف وأين اعتذر؟
فقلن لها:
- نذهب الى مقام صاحب العصر والزمان، ونبيت فيه، وهناك زوري واعتذري.
فكان جوابها الترحيب والقبول.
وهكذا ذهبت بها النساء. فلمّا كان ربع الليل فإذا بالمرأة قد خرجت عليهنّ، وقد ذهب العمى عنها.
لم يذهب عنها عمى البصر فقط. بل رزقها الله بنور البصيرة أيضاً، وانشأت تقول:
- لمّا جعلتنّني في القبة وخرجتنّ، أحسست بيد قد وضعت على يدي، وقائل يقول:
- اخرجي قد عافاك الله
فانكشف العمى عنّي ورأيت القبة قد امتلأت نوراً، ورأيت الرجل.