شعراء مهدويون: الشاعر إبراهيم محمد جواد السوري
شعراء مهدويون: الشاعر إبراهيم محمد جواد السوري
حسن عبد الأمير الظالمي
وهو الكاتب والشاعر ابراهيم محمد جواد، ولد عام 1937م في مدينة الفوعة بمحافظة ادلب في الجمهورية العربية السورية، حاصل على شهادة الليسانس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في جامعة دمشق، عضو مؤسس لمنتدى الأربعاء الثقافي في دمشق-السيدة زينب عليها السلام.
شعره:
القى محاضرات وقصائد في مختلف النوادي والمنتديات والمراكز الثقافية، ونشر شعره في الكثير من المجلات والصحف العربية والمحلية، ألّف العديد من الكتب، وله ديوان: (عرس الشهادة)، و(كان الانتصار العظيم)، و(يا للحسين شهيداً)، وقد حصل على الكثير من الجوائز التقديرية في كتاباته وشعره.
تميّز شعره بصدق العاطفة، وجزالة اللفظ، وقوّة السبك، وعمق المعنى، وهو من السهل الممتنع الواضح، له في مخاطبة الإمام المهدي عليه السلام شعر يقول فيه:
إمامَ الهدى والنور طال انتظارُنا ركوباً على أمواجِ بحرِ التّشتّتِ
زحوفُ جيوشِ الغربِ سلّت صليبَها لصلبِ (هلالي) المستباحَ وحرمتي
وقومي مع الأوغادِ تجري خيولُهم وسائسُها لاهٍ بخمرِ وقينةِ
إمامَ الهدى في الله وحّدْ قلوبَنا تطهّر ثرى الأقصى ومسرى النبوّةِ
إمامَ الهدى الموعود أقدح زنادنا واضرم بنا نار الفدى والشهامةِ
فنحن كما العودِ اليبيسِ تشوّقاً لزحفٍ توقّدَ فيه جمرُ الحميّةِ
وهو يدعو الإمام عليه السلام إلى الظهور وإعزاز المؤمنين بالنصر فيقول:
فيا أيّها المهديُ أثلجْ قلوبَنا بسيف لأخذِ الثأرِ قام غضوبهُ
وعهدي بهِ قدْ زحزح الظلمَ وانتضى منازلَ عدلٍ يستبينا هبوبهُ
وتُكشفُ عن وجهِ الفراتِ غلالهٌ وينداحُ عن ثغرِ الحسينِ لغوبهُ
وعن أُمّة الإسلامِ تُكشفُ غُمّة ويغسلُ عن وجهِ المغفِّلِ حوبُهُ
ففرّجْ هموماً قد توقّدَ جمرُها وأطفئْ لهيباً زاد فينا نشوبهُ
وله قصيدة يصف بها الإمام عليه السلام ويتغنّى بحبه في كلمات جميلة، وأسلوب أخّاذ، وصور رائعة، يقول في ولادة الإمام عليه السلام:
إنْ قلتُ بدرٌ يخجلُ البدرُ أو قلتُ زهرٌ ينتشي العطرُ
البدرُ يلمعُ ثمّ يخبو ضوؤُه والزهرُ يذبلُ ثم يصفَرُّ
ها انّ دار العسكريِّ تزيّنَتْ لوليدِها واستوطنَ الفجرُ
في النصفِ مِنْ شعبانَ رفرفَ بيرقُ وعليه تبرُق درة وترُ
والكون أسفرَ والسماءُ تورّدتْ والأرضُ تعلنُ أَمَّها حَبرُ
والعسكريُّ بدا ورغم تكتُّم والنورُ منه كأنَّه البحرُ
ويشكو للإمام المهدي عليه السلام ما حلّ بالأُمَّة الإسلامية من الويلات والمحن ويدعو بتعجيل الفرج فيقول:
جرَّ الجيوشِ الزاحفات ببغيها يغتالُ منّا باقياتِ أماني
قتلٌ وتشريدٌ وهدمُ حضارةٍ سمقتْ، ونهبُ ذخائرِ البلدانِ
القدسُ يا مهديُّ اضحتْ تحتَ أسرِ الغاصبين من اليهودِ تعاني
وعلى العراق نزَت شرورُ عصابةٍ هَدمت قبابَ الوحي والعرفانِ
وتكالبتْ فرقُ الضلالةِ والعماية والعمالةِ في ربى لبنانِ
وبكل شبرٍ مِنْ ديارِ محمدٍ فتنٌ ونيرانٌ وسحبُ دخانِ
يا قائماً بالحقِّ أنقذْ أُمَّةً كادتْ تضيعُ بزحمةِ العصيانِ