الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
ما هو وجه الحث على أنْ نحتج على خصومنا بليلة القدر، وحم، وحديث الثقلين؟
تقي الحسني
السؤال:
نلاحظ من أحاديث الأئمة عليهم السلام حثاً على أنْ نحتج على خصومنا بليلة القدر، وحم، وحديث الثقلين. فهل يعني هذا وجود علاقة بين الإمامة والغيبة أو أنّ الغيبة عارض وليست بالضرورة، واذا كان كذلك لماذا هذا الحث والتأكيد على الربط بين حديث الثقلين وغيبة الإمام عليه السلام؟
الجواب:
1) جاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة
خاصموا بـ(حم*وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ*إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ).
قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال عليه السلام: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟
فقال السائل: لا، قال أبو جعفر عليه السلام: أرأيت بعيثه أليس نذيره، كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعثته من الله عز وجل نذير، فقال: بلى.
قال عليه السلام: فكذلك لم يمت محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا وله بعيث نذير قال: فإنْ قلت لا فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من في أصلاب الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلي إن وجدوا له مفسرا قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عليه السلام: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال السائل: يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة؟
قال: أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع خديجة مستتراً حتى أمر بالإعلان، قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أنْ يكتم؟
قال: أو ما كتم علي بن أبي طالب عليه السلام يوم أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ظهر أمره؟ قال: بلى، قال: فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله.
(الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 249-250 ح6).
2) إنّ الحث والتأكيد على أنْ نحتج على خصومنا بسورة القدر وحم وحديث الثقلين لإثبات انّه لابد من وجود الحجة لا لإثبات غيبة الإمام عليه السلام بنحو مباشر، فبعد أنْ نثبت وجود الحجة ننتقل الى اثبات الغيبة ولكن بدليل عقلي خارجي لا بنفس سورة القدر، وهو أنّ الحجة لايخلو إمّا أنْ يكون ظاهراً مشهوراً أو غائباً مستوراً، ولايوجد فرض ثالث وبما انه لانراه ظاهراً في الخارج فلا بد أنْ يكون غائباً مستوراً.
وهناك أدلة روائية كثيرة على اثبات الغيبة
امّا حديث الثقلين فهو يدل على عدم انفكاك وجود أهل البيت عليهم السلام مع وجود القران الكريم لان الحديث يقول(لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) فيفهم من ذلك ضرورة وجود إمام من أهل البيت عليهم السلام في كل عصر حتى يوم القيامة.
***
لِمَ سمّي الإمام عليه السلام بالحجّة؟
ام هدى
السؤال:
لماذا سمي الإمام الحجة عليهم السلام من بين الأئمة المعصومين بالمهدي، في حين نقرأ في زيارة الجامعة الكبيرة (الراشدون المهديون)؟
الجواب:
لا شك أنّ كل الأئمة عليهم السلام حجج الله تعالى وقائمون بأمر الله تعالى مهديون، كما لا شك أن الأئمة كلهم صادقون كاظمون للغيظ هاديون...
ولكن تخصيص لقب من الألقاب بإمام من الأئمة تابع للظرف المعاش آنذاك مما يؤدي الى اشتهار امام من الائمة بلقب من الالقاب.
وهكذا الحال في الامام المنتظر عليه السلام فباعتبار ورود روايات عديدة سمّته بالمهدي، وروايات عديدة ذكرت سبب تسميته بالمهدي عليه السلام، فقد اشتهر به عليه السلام، خصوصاً في زمن الغيبة حيث لم يبق من المهديين الا قائمهم ومهديهم.
وقد ورد في سبب تسميته عليه السلام بالمهدي عدة روايات منها ما عن الامام الباقر عليه السلام: (...فإنّما سمي المهدي لانه يهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بانطاكية فيحكم بين اهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين اهل الفرقان بالفرقان...) (البحار ج51 ص29 ب2 ح2).
وفي رواية أُخرى عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: (...هو إنما سمي القائم مهدياً لانّه يهدي إلى أمرٍ مضلول عنه). (البحار ج51 ص29 ب2 ح7).
***
هل تتحقق السفارة برسائل الناحية المقدّسة؟
هاشم صادق بهزاد
السؤال:
بالنسبة للرسائل التي بعثت للشيخ المفيد رضي الله عنه من قبل الناحية المقدسة.
1) هل تتحقق معها السفارة؟ مثل هذا المقطع: (ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق- أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤديه عنا إلى مواليك قبلك، أعدهم الله بطاعته، و كفاهم المهم برعايته لهم و حراسته، فقف -أيّدك الله بعونه- على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله) منقول في (الإحتجاج) الجزء ٢ الصفحات ٤٩٧-٤٩٨.
2) وهل تتناقض مع رواية انقطاع السفارة المشهورة الموجهة من قبل الناحية المقدسة للسفير الرابع السمري رضي الله عنه (التوقيع المشهور)؟.
3) وهل لهذه الرسائل من الشهرة القطعية ما جعل الأعلام يعتمدونها؟.
الجواب:
كلا لا تتحقق السفارة بذلك، لانّ القضية كانت شخصية بالشيخ المفيد قدس سره، ولم يكن في تلك المكاتبات توجيهات للأمة تستلزم أن يكون المفيد سفيراً، ولذلك بقيت تلك الرسائل مخفية إلى أنْ أظهرها الشيخ الطبرسي في (احتجاجه)، أي بعد ما يقرب من 200 سنة.
ومعلوم ان السفارة تحتل واسطة في ايصال اجوبة وأوامر وتعليمات الامام المهدي عليه السلام إلى عموم الشيعة، وهذا لم يتحقق في تلك الرسائل المكتوبة للشيخ المفيد قدس سره.
ثم انه لا نحتاج في مثل هذه الامور القطع السندي، بل يكفنا فيها الوثوق بصدورها كما هو مبنى مشهور علمائنا.
***
هل من علامات تشير إلى قرب ظهور الإمام عليه السلام؟
محمد الجوادي
السؤال:
هل مرت علينا علامات تشير إلى قرب ظهور الإمام الحجة عليه السلام؟ وماهي؟.
الجواب:
لم تتحقق أي من العلامات الحتمية الدالة على قرب الظهور، نعم ينبغي للمؤمن أنْ يكون متوقعاً للظهور المبارك صباحاً ومساءً.
***
الإمام يخرج وليس في عنقه بيعة؟
احمد اللامي
السؤال:
تقول الرواية: إنّ الإمام الحجة عليه السلام يخرج وليس له في عنقه بيعة ﻻحد...
1- هل كان لمن سبقه من الأئمة عليهم السلام بيعة ﻻحد؟
2- كيف تفسر الرواية؟
الجواب:
من الواضح لكل من تتبع سيرة أهل البيت عليهم السلام انهم كان لهم بيعة مكرهة لطاغية زمانهم، طبعاً ليس المقصود من البيعة هنا هي بيعة التبعية والإعانة وأنْ يحسب الإمام من اتباع السلطان، فإنّ هذا مما لا يمكن تصوره في حق أهل البيت عليهم السلام، بل المقصود هو عدم الخروج ضد الطاغية وعدم القيام بالسيف، فهذا المعنى بالإضافة إلى البيعة المكرهة الظاهرية هو المراد من البيعة، فهو معنى مسامحي للبيعة وليس بيعة حقيقية التي تعني التزام عقد بين المبايِع (بالكسر) والمبايَع (بالفتح) يتضمن الالتزام بالطاعة وعدم الالتواء على امر المبايَع (بالفتح).
وهذا المعنى المسامحي فضلاً عن الحقيقي غير متحقق في حق الإمام المهدي عليه السلام، وهذا هو معنى هذه الرواية.