الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار:
صدى المهدي » العدد: ٧٦ / شوال / ١٤٣٦ هـ
مواضيع العدد
العدد: 76 / شوال / 1436 هـ

الحوار المهدوي: ما معنى كونه عليه السلام عين الحياة

الحوار المهدوي: ما معنى كونه  عليه السلام عين الحياة

ابو محمد الاسدي
ورد في إحدى زيارات الإمام المهدي عليه السلام:
(السلام عليك يا عين الحياة).
لا شك أننا نؤمن بهذا المعنى في أعماقنا ، ولكنني أتساءل:
ما معنى كونه عليه السلام عين الحياة؟
- وما هي الحياة التي يكون هو (عجل الله تعالى فرجه) عينها ؟
- هل هي الحياة الدنيا أو الحياة الآخرة ؟
- وهل هي الحياة المادية أو المعنوية ؟
- هل المقصود هو حياة القلب أو حياة البدن ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابو باقر الزهيري
بوركتم أخي أبا محمد الأسدي...
اقتطع موضع الشاهد مما جاء في (أمالي الصدوق قدس سره) ص731:
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب النور، ناداني ربي جل جلاله: يا محمد، أنت عبدي وأنا ربك... وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه اطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه احيي عبادي وبلادي بعلمي، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك ولي حقا، ومهدي عبادي صدقاً).
1- والجملة التي تلفت النظر: (وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي)..ومع ملاحظة أنّ الحياة غير العيش... فمولاي الأمام القائم عليه السلام هو العين الوحيدة لنبع الحياة المؤدية لسعادة الدنيا والآخرة وبغيرها فلاغير ولن يكون ألا عطش الظلم والجور وهدم الدين ونار جهنم...
ولكن هل العباد والبلاد المذكورة في الجملة أعلاه هم نحن فقط والأرض فقط والمتحدث ربّ السماوات والأرضين وخالق كل شيء عزّ وجلّ
2- وقبلها ورد بالزيارة تعبير لطيف: (السلام عليك ياسفينة النجاة)... فالوصول إلى عين الحياة لن يكون ألاّ بركوب سفينة النجاة
ولندعوا أنْ ينعم الله تعالى علينا كما أنعم على الخضر عليه السلام فشرب من ماء علم وايمان وتقوى وجهاد وحبّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل محمد عليهم السلام، والموجود في عين الحياة الوحيدة مولاي الأمام القائم عليه السلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نور الغائب
لابدّ من معرفة معنى العين وما هو المقصود منها
فهل هي العين الناظرة المطلعة على الحياة؟
ام المقصود منها أصل الحياة؟؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبر أهل البيت
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)
هو عليه السلام عين الحياة والبئر المعطلة, الذي سيحيي به الله الأرض بعد موتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
جبل حوريث
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) هذه الآية تدل على انّ الإنسان بالرغم من انه يحيا على هذه الأرض بدليل خطاب المولى للمؤمنين الا انه يحتاج الى حياة أخرى وهو حيّ إنْ حيا بالدين، بالعلم، بالقرآن الذي لا يمكن أنْ نقرأه بدون محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إذن الإمام هو عين الحياة، اللهم صل على محمد وآل محمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطيف الثقافي
من المعلوم أخي العزيز أنّ للأمام أسماء وصفات، وكل واحدة تعبر عن جانب من مميزاته وخصائصه التي هي كلها الطاف الله عزوجل للإمام عليه السلام.
وعندما نأتي الى صفة عين الحياة فاننا اذا قرأنا في دعاء العهد الشريف في البداية نجد أنّ الدعاء يتعرض إلى أسماء الله ويخص اسماً وهو (الحي) ياحياً قبل كل حي ويا حياً حين لاحي يا محيي الموتى ومميت الأحياء... ومن ثم نأتي إلى فقرة اللهم اني أسالم باسمك الذي أشرقت به السموات والارضون وباسمك الذي يصلح به الأولون والآخرون. فإننا اذا عرفنا أنّ الإصلاح الأرضي لايكون إلا بمصدر الحياة، وهذه الحياة لابد لها من مصدر، وهذا المصدر هو واسطة الفيض بين الله تعالى والوجود الإمكاني، وياترى من يكون غير الإمام عليه السلام.
فمن المعلوم أنّ اسم الحي هو اسم جامع لكل الأسماء الذاتية، وبالتالي تتفرع منه الأسماء الفعلية، ونحن نعتقد بأنّ الإمام المهدي عليه السلام قد تخلّق باسم الحي، ولذا ستشرق به السموات والارضون بالحياة المعنوية الراقية التي لم ير الوجود مثلها .
محصلة الأمر فإنّ الإمام عليه السلام بما انه متخلّق باسم الحي فهو يكون عين الحياة للوجود الآن وإلا لساخت الأرض بأهلها وعندما يظهر عليه السلام سيكون ماء الحياة بصورة لامثيل لها بحيث تنعم البشرية بنوع من الحياة التي لامثيل لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
زيد الجمالي
- أهل البيت عليهم السلام هم المنبع الحقيقي والطريق المستقيم الذي يوصلنا لمرضاة الله سبحانه، ونحن الشيعة الإمامية من مبادئنا وعقيدتنا أنْ نتمسك بهم عليهم السلام لكي نصل عن طريقهم إلى الحياة الأبدية وهي الآخرة، وأهل البيت عليهم السلام هم من يمثل هذه الحياة الأبدية التي فيها ننال السعادة والخلود.
إذن الإمام عليه السلام هو من يمثل هذه الحقيقة وهي الآخرة.
ولذا كل من أنكر ولاية أهل البيت عليهم السلام ومن أنكر الإمام الحجة عليه السلام فقد أنكر نبوة النبي الخاتم عليه السلام.
وقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني).
وعندما يظهر الإمام المهدي عليه السلام ويقيم دولة العدل الإلهي في هذه الدنيا ويحكم فيها بحكم الله ويطبق فيها الاحكام والقوانين الإلهية بحيث يلتزم بها الناس، وسوف يعاقب كل من لم يطبق ولم يمتثل لتلك الأوامر الصادرة من المولى المقدس الإمام المهدي عليه السلام.
وتعتبر هذه الدولة والحكومة المقامة من قبل الإمام عليه السلام مصداقاً صغروياً ليوم الحساب والحشر وهو يوم القيامة، والإمام عليه السلام هو من يحي تلك القلوب والعقول والنفوس الطيبة التي فيها حب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام عليهم السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نقاء
(السلام عليك يا عين الحياة)
فهو عليه السلام عين الحياة. ومعرفة عين الحياة تتوقف على معرفة أصل الحياة، وأي حياة هذه, ونبعها أي نبع هو؟.
إمام الزمان عين الحياة.. وفهم غورها أعلى من مستوانا، فقد وردت في القرآن، وبيّنها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة المعراج !.
فالمبيِّن هو الله تعالى، والمبيَّن له خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، أمّا نحن فإنّ وصلنا بالتتبع والتأمل إلى فهم شيء من ذلك، فهنيئاً لنا.
في القرآن آيتان تعطيانا ضوءاً على العين والمعين والحياة:
الأولى - قوله تعالى:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ).
والحديث الذي ورد في تفسيرها برواية شيخ الطائفة الصدوق قدس سره يقول إنّ الماء المعين هو الحجة ابن الحسن عليه السلام.
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ.. إن تعبيرات القرآن مهمة جداً عند أرباب الإشارات.
والدقة هنا أنّ ذات القدوس الحق ، ذلك القدرة التي لاتتناهى والكمال والجمال الذي لايتناهى أعطى الأمر هذه الأهمية فقال: (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ).
الثاني - قوله تعالى:
(اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
والملفت في هذه الآية أنّ الله تعالى لم يبتدئ بكلام، بل قال: (إعلموا)، وهذا يدل على أنّ المطلب الذي يليها مهم، ينبغي أنْ يفتح قفله بمفتاح العلم، وهو:
(أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)!.
هذا هو القرآن.. أما التفسير والبيان فقد كان في تلك الليلة المباركة، ليلة كان المخاطِب فيها هو الله رب العالمين، والمخاطَب فيها الشخص الأول في العالم الذي لم يسبقه سابق ولم يلحق به لاحق، فكل من كان قبله أو يكون بعده، هم دونه . كان البيان من ذلك المخاطِب لذلك المخاطب، وفي ذلك المقام الذي قال الله تعالى عنه:
(ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى).
هناك بيَّن الله، وسمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم البيان، حيث أرى الله حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم صورة ولده الإمام المهدي عليه السلام وقال له
(به أحيي الأرض بعد موتها... وبه أحيي عبادي وبلادي)
فذلك هو عين الحياة.
هناك العديد من المشاركات حذفت من هذا الحوار ميلاً للاختصار تابعها أخي القارئ ولا تفوّت متعة ذلك منها ومن غيرها من الحوارات المهدوية العقائدية الشيّقة.


وهناك تتمة شيّقة للموضوع لنتابعها على رابطه في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام الاتي:
www.m-mahdi.com/forum

العدد: ٧٦ / شوال / ١٤٣٦ هـ : ٢٠١٥/٠٧/٢٧ : ١١.١ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.