الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار:
صدى المهدي » العدد: ٧٦ / شوال / ١٤٣٦ هـ
مواضيع العدد
العدد: 76 / شوال / 1436 هـ

قصة قصيرة: سيدي انقذني من أهوال البحر

قصة قصيرة: سيدي انقذني من أهوال البحر

محمد حسن عبد

رافق عبد الله بعضاً من أبناء منطقته في ابحارهم نحو الجزيرة المقابلة لمساكنهم.. حيث اعتادوا أن يأتوها لجلب ما يحتاجون إليه من طعام وحطب وحاجات أُخرى. مع أنّ الطريق إليها بعيد بعض الشيء.
وفي طريق عودة الجماعة إلى منازلها.. حدث ما لم يكن بالحسبان.. لقد شعر الجماعة أنّ عبد الله لم يكن من العائدين، لقد تأخّر في الجزيرة.. ولكنّهم على أيّة حال لم يستطيعوا الرجوع لمرافقته، بقى عبد الله في الجزيرة.. لقد كان يفكر جاهداً بطريقة يعبر بها البحر عائداً إلى مدينته..
وأخيراً اهتدى إلى طريقة.. جمع حزمة من الحطب واستعان بها واضعاً إيّاها تحته لكي يطفوا بها.. لكنه ولمّا قطع بعض المسافة.. حال الليل بينه وبين ما يقصد.. وهكذا بقي عالقاً في البحر.
وفي هذا الظرف العصيب والحال المخيفة، لم ينسَ عبد الله ذكر ربه وذكر آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار.. وإمامه صاحب العصر والزمان عليه السلام. موقناً بإنّ من كان مع الله كان الله معه.. لقد وصل بعون الله الى جرف جزيرة في البحر.
ويا للعجب.. فلقد رأى في تلك الجزيرة أُناساً يمتطون البغال.. سارع هؤلاء فنزلوا وفرشوا فراشاً نظيفة، واعدّوا الطعام.. فلمّا انتهوا من ذلك فإذا بفرسان يقبلون... عليهم ثياب بيض وخضر وتلوح من وجوههم الأنوار.
يستعيد عبد الله ذكرياته:
- لقد ناداني أحسن اولئك هيئة وأعلاهم نوراً.. وباسمي:
- يا فلان اقبل.
فعجبت لذلك.. ولكنّي أتيت فرحّبوا بي، وأكلت من طعامهم.
ولمّا فرغت قال لي نفس الشخص:
- إنْ شئت اقمت معنا.. وإنْ شئت أنْ تمضي إلى أهلك.
فاخترت الذهاب إلى بلدي.
فلما دخل الليل أمر لي بمركب وأرسل معي غلاماً من عبيده.
سار بنا المركب.. وأنا أعلم أنّ بيني وبين أهلي مسافة طويلة تقدّر بالأيام..
فما هي إلاّ ساعة وأنا اسمع نباح كلاب، فقال لي الغلام:
- هذا نباح كلابكم.
فما شعرت إلاّ وأنا أقف على باب داري..
لقد تيقّنت وأنا اقرع الباب، إنّ من انقذني من أهوال البحر لم يكن إلاّ سيدي صاحب العصر والزمان عليه السلام.

العدد: ٧٦ / شوال / ١٤٣٦ هـ : ٢٠١٥/٠٧/٢٨ : ٤.٧ K : ٠
: محمد حسن عبد الخاقاني
التعليقات:
لا توجد تعليقات.