كيف نعرف أنّ الإمام عليه السلام يحبّنا
كيف نعرف أنّ الإمام عليه السلام يحبّنا
الشيخ زهير الدروره
أجمل الحديث في عصر الغيبة هو عن الموكل بإدارة الكون، وهو يلزم على كل مؤمن شيعي أنْ يتحدّث به ليلاً ونهاراً وأنْ يرتبط مع صاحب الزمان في كل قضاياه، وهذه نعمة من نعم الله علينا، أنّ عندنا إماماً يدير أمورنا وينظّم أحوالنا وإلا هلكنا.
إنّ علماء العقيدة يقولون: الإمامة لطفٌ، وهذا دليل من الأدلة القوية أنْ لابد لكل زمان إمام، ومفاده مختصراً انّ الله عطوف بعباده، رحيم بهم، فكيف يترك عباده من دون راع، لكن مما يؤسف له أنْ نجد الآن نجد كثيراً من التشكيك يصل إلى حد الاستهزاء، ولنضرب لذلك مثالاً، فالهواء لا تدركه الأبصار ولم يره أحد البته، لكن هل يوجد من رأى الهواء؟ مع العلم أنّ مصدر الحياة هو الهواء، كذلك الإمام المهدي عليه السلام فلسنا بحاجة إلى أنْ نراه حتى نؤمن به، فصاحب الزمان لطف.
ويقولون الثمرة من اللطف هي المحبة، إذن الإمام محبّ لنا، كيف نعرف أنّ الإمام المهدي عليه السلام يحبنا؟ فإذا أحبنا الأمام قضيت أمورنا بخير, ولكن كيف أنّ الإمام يحبّني؟.
نقول: اعرف مدى طاعتك إلى الله تعرف مدى حب الإمام لك.
إذن عندنا مقياس ومعيار.. هو أنني كلما أطيع الله في الصلاة الواجبة بل والأعمال المستحبة كحضور المساجد لمواضبة الأدعية وأعمال الخير والبر والصدق والصدقة، فإذا أطعنا الله وحاولنا أنْ نجعل المستحبات بمنزلة الواجب، والمكروه بمنزلة الحرام عندئذ نعلم بأنّ صاحب الزمان يحبّنا، وإذا أحبّك صاحب الزمان فأنت مستقيم، ولتقرأ هذا الحديث وهو الذي يوضح لنا هذه الحقيقة:
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قال لي يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أنْ يقول بحبّنا أهل البيت عليهم السلام فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يُعرفون -يا جابر- إلا بالتواضع والتخشّع والأمانة وكثرة ذكر الله. (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فقلبك يصير مطمئناً بكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس وذكر الناس بخير، فالإمام الباقر عليه السلام يقول: (وكف الألسن عن الناس إلا من خير) وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء، قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة، قال عليه السلام يا جابر لا تذهبنّ بك المذاهب، حسب الرجل أنْ يقول أحبّ علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً، فلو قال إني أحب رسول الله، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من علي عليه السلام، ثم لا يتبعُ سيرته ولا يعمل بسنّته ما نفعه حبه شيئاً، فاتقوا الله، أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته يا جابر والله لا يُتقربُ إلى الله تعالى إلا بالطاعة وما معنى براءةٌ من النار ولا على الله بأحد من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع، إذن تعرف المعيار والمقياس مدى قربك إلى صاحب الزمان مدى قربك إلى الله تعالى.