المرجعية العليا: إنّ أهم مقاصد زيارة الإمام الحسين عليه السلام هو الحفاظ على...
متابعات شؤون المرجعية الدينية والحوزة العلمية
صفحة تهتم بمتابعة ما يصدر عن المرجعية الدينية (المتمثلة بالنيابة العامة في عصر الغيبة الكبرى) من خطابات اتجاه الأُمّة ومواقف اتّجاه الاحداث وكذلك تنقل أحاديث النقاد والكتاب والادباء حول آراء المرجعية وأفكارها اتّجاه الاحداث.
تقدم هذه الصفحة المواد دون أنْ تتدخل إلاّ بما يناسب النشر من حذف او تقليص للمادة لأنّ مساحة الصفحة محدودة.
نعم إذا اقتضى التنبيه أو التنويه إلى أمر يُوجب الالتباس فإنّ ذلك سيكون آخر الصفحة.
هيئة التحرير
المرجعية العليا: إنّ أهم مقاصد زيارة الإمام الحسين عليه السلام هو الحفاظ على مبادئ الإسلام أحكامه وتعاليمه المقدسة.
مع اقتراب موعد زيارة الاربعين التي يزحف فيها الملايين من عشاق الامام الحسين عليه السلام مشياً على الاقدام نحو مرقده الشريف، قاصدين بذلك التعبير عن شدة ولائهم وقوة ارتباطهم بالإمام الحسين عليه السلام وتجديد العهد له بمواصلة الدرب على مبادئه الشريفة وقيمه السامية ، نود ان نذّكر المؤمنين ببعض ما ينبغي لهم رعايته في هذه المناسبة:
- ان من اهم مقاصد هذه الزيارة الحسينية هو الحفاظ على مبادئ الاسلام واحكامه وتعاليمه المقدسة التي ضحى الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته واصحابه، من اجل حمايتها من الضياع والانحراف، ويقتضي ذلك من المؤمنين مزيد التفقه في الدين والحرص على تطبيق تعاليمه بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاطهار عليهم السلام وأداء الواجبات واجتناب المحرمات ويتصدى في هذه الزيارة _كما في التي قبلها_ مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية وطلابها لبيان الاحكام الشرعية والتعاليم الاخلاقية واقامة الصلاة جماعة على طول مسار الطريق الواصل الى كربلاء المقدسة، فينبغي للزائرين الكرام أنْ يغتنموا هذه الايام ويجعلوا سفرهم الالهي هذا فرصة لمزيد من التفقه في الاحكام الشرعية والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والحرص على اقامة الصلاة في اول وقتها وينبغي أنْ لا يمنع بعضهم الاهتمام بأداء الخدمة لزوار الامام الحسين عليه السلام واقامة مراسم العزاء عن اداء الصلاة في اول وقتها، فإنّ الامام الحسين عليه السلام من شدة عنايته وحرصه على اداء الصلاة، لم يمنعه يوم عاشوراء انشغاله بالحرب والقتال وهو على أشّده عن أنْ يؤدي واصحابه تلك الفريضة الالهية في أول وقتها، (فالله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ومعراج المؤمن الى ربه واحب الاعمال الى الله تعالى وقرة عين نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم).
- ومن المقاصد المهمة لهذا السفر الالهي هو تثبيت المبدأ الاساس الذي انطلق منه الامام الحسين عليه السلام في مسيرته من المدينة المنورة الى كربلاء المقدسة واراد من شيعته ومحبيه الالتزام به في احلك الظروف واقساها ، الا وهو التضحية بالنفس والمال والولد لحماية قيم الاسلام ومبادئه والحفاظ عليها من دون تغيير وتحريف، والايثار والشجاعة والصبر والصمود والعزيمة الراسخة والارادة الصلبة في هذا السبيل، ولاشك في أنّ المعركة المصيرية في هذه الايام مع عصابات داعش تتجلى فيها تلك القيم بأسمى صورها ومعانيها ولاسيما من احبتّنا الابطال المقاتلين بمختلف عناوينهم، الذين يرابطون في الجبهات وقد تركوا الدنيا وما فيها وفارقوا الاهل والولد والاحبة ليجسدوا قيم الفداء والتضحية والايثار بأنفسهم من اجل الحفاظ على هذا البلد ومقدساته واعراض مواطنيه ، ولعل من اجلى مظاهر الولاء والارتباط بالإمام الحسين عليه السلام في هذه الايام وصدق التوجه اليه بالزيارة هو ادامة زخم المعركة ضد داعش وذلك بتعزيز روح الصمود وارادة القتال ودعم المقاتلين بالمعونات والرجال الاشداء اولى البأس والعزم لتطهير ارض العراق كلها من دنس هذه العصابات ، فإنّ الشعب الذي استطاع أن يتحدى الارهاب وسياراته المفخخة واحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقق الانتصار في الكثير من المعارك، لقادر ان يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية ضد عصابات داعش لبلوغ النصر النهائي إنْ شاء الله تعالى.
- المأمول من الزائرين واصحاب المواكب _جزاهم الله تعالى خيراً_ ان تكون اعمالهم وخدماتهم مرآة عاكسة لأخلاق اهل البيت عليهم السلام، وذلك من خلال حرصهم على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة سواء أكانت لدوائر الدولة او لعموم المواطنين وعدم مزاحمة مسارات الاليات والسيارات الناقلة للزائرين والحفاظ على نظافة مواقعهم وعدم الاسراف في الاطعام فإنّ هذا العمل المحمود وهو اطعام الزائرين قد ينقلب الى فعل مذموم اذا اقترن بالإسراف او التبذير ، ونؤكد ايضاً على ضرورة حسن المعاشرة بين الزائرين وعدم التزاحم والتنافس في ما لا ينبغي ، بل لابد من التعاون بين الجميع لإنجاح هذه الزيارة وخصوصاً التعاون مع القوات الامنية لتمكينهم من اداء مهامهم على افضل وجه وعدم السماح بوقوع خرق امني لا سمح الله تعالى ، ونوصي اخواتنا الزائرات بالاهتمام برعاية اعلى درجات الحشمة والعفاف ، وتجنب الاختلاط المذموم ، ونؤكد على شبابنا بالاهتمام بإظهار انفسهم بالمظهر المناسب لقداسة المناسبة ، والابتعاد عن أي تصرف يخدش ذلك في الملبس او السلوك.
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة 20/تشرين الثاني/2015م