تمهيدنا: يا فرج الله
تمهيدنا: يا فرج الله
* ونحن على أعتاب أنْ نغلق صفحة وضّاءة من صفحات حياتنا العلمية والفكرية والثقافية، والتي كان رأس مالها خدمة الإمام المهدي عليه السلام...
نأمل أنْ تكون هذه الخدمة المتواضعة، والبضاعة المسجاة، قد وقعت في محل الرضا والقبول في ساحة المولى وسبيل الوصول...
إنّه أمل البشرية كلّها وفرج الله المأمول...
* صفحة ملئت ساعات أيامها، وأيام أسابيعها، وشهور سنيّها، طيلة سبع سنوات، هي سنوات قالت عنها الروايات إنّها سني حكم الإمام عليه السلام.
طيلة هذه الفترة الزمنية التي رافقنا فيها الكثير من الخلّص، باذلين الجهد وغير مكترثين بالعناء، يحدوهم أمل أنْ تقع خدمتهم تحت نظر رعاية مولاهم ...
* مرّت عليهم أيام البرد... وساعات الحر، في ظروف قلَّ نظيرها، وكثرت معاناتها إلا أنّها لم تعركهم بل عركوها، وانتجوا نتاجاً فُرِدَ في بابه، فقدّموا للقرّاء الكرام لوحة مهدوية علمية ثقافية تعبوية.
* على أعتاب أنْ نغلق صفحة من صفحات الفكر والثقافة، لنفتح صفحة جديدة أُخرى من صفحات العلم والتخصص والرصانة آملين أنها سترى النور في الأيام المقبلة إنْ شاء الله، نأمل أنْ تكون هذه الصحائف التي عجن مداد كلماتها بماء القلوب قبل العيون، صحائفنا التي نحشر عليها ونخاطب عند يوم النشور، اقرأ كتابك، فنُلقي بين يدي ربّ المهدي عليه السلام هذه الصحائف المباركة.
* صفحة من علاقة مع الإمام عليه السلام يعجز اللسان عن أنْ يصف حقيقتها، أو يلتمس جزءاً من واقعها، لأنها صفحة على مائدة رئيس الجود والكرم، لأنّها صفحة جلسنا فيها مع نخبة قلّبت على سفرة هذه المائدة المباركة العشرات بل المئات من الكتب والمصادر والبحوث والمقالات لتنتقي من هذا الكم الكبير والبضاعة المتنوعة، مائدة جذّابة، حيوية، يانعة، شهيّة، سهل أخذها دانية قطوفها، ويسير تناولها، ودائم بركتها، ومذخور ثوابها.
* صفحة تناغمت فيها الآراء المختلفة _عن هذه العقيدة الحيوية الدائمية المستقبلية_ مع مختلف الأقلام وألوان الأفكار وتنوّعها، والكل كان يسعى جاهداً، حاضراً في محل العمل، أو غائباً، أنْ يقدّم لجمهور هذه العقيدة وعشّاقها، أَفرَدَ لوحةٍ في الثقافة والأدب، وأرصنَ فكرة في العقيدة والانتماء، وأقوم طريقة في السلوك والانتهاج، وأيسرَ خطاب في التلقّي والاستماع.
* ننحني اجلالاً وإكباراً لكل من ساهم بأيّة مساهمة، صغيرة كانت أو كبيرة، ونقول له: لا يسعنا إلا أنْ نقول إنّ العمل للجواد الكريم مذخور، وإنّ الارتباط بالإمام من خلال هذا العمل لاشكّ له أجور، ونحن على يقين أنّها لا تقل عن وعد الإله بالجنّات والثمار والقصور.
* اللسان... القلب... والمشاعر كلها تعجز عن أنْ تقدم رسالة الشكر والتبجيل والاحترام لكل الاخوة والاخوات الأكارم، أصحاب الجهد في هذه البضاعة المسجاة، ونختم حديثنا في هذه الصحيفة التي أردنا أنْ تكون كلماتها صدىً للمهدي ونخاطب معزّ الأولياء... جامع الكلمة على التقوى وباب الله الذي منه يؤتى ووجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء، والسبب المتصل بين الأرض والسماء وصاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى ومؤلّف شمل الصلاح والرضا لنقول له يا مولانا جئنا إليك ببضاعة مسجاة فتصدّق علينا وأوف لنا الكيل.
تمهيدنا في صدى يختم قلمه بنداء _يا فرج الله_