الحوار المهدوي: التعايش السلمي ونبذ العنف في القيام المهدوي
الحوار المهدوي: التعايش السلمي ونبذ العنف في القيام المهدوي
نور الغائب
حيّا الله اخوتي واخواتي أعضاء منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
كثيراً ما يطرح في اروقة البحث والدراسة انّ من معالم القيام المهدوي او الظهور الشريف هو معلم العنف ووجود حالة من الخوف والهلع تملأ الانحاء بسبب معارك الإمام المهدي عليه السلام والأحداث المتسمة بالعنف والارهاب في ذلك الوقت..
والسؤال هنا ما هو مدى صحَّة هذا الكلام؟.
وكيف سيكون التعايش في زمن الظهور؟ هل هو تعايش مسلَّح أو انّه تعايش سلميّ؟.
ولعل سائل يسأل عن ثمرة هذا الحوار، أقول: إنّ هناك العديد من الموالين يقولون نحن نحب الإمام ولكن نخاف من زمن ظهوره لانّه عصر فيه حروب وما شاكل، والبحث عن مدى صحَّة ذلك هو دفع أو اقرار هذا الأمر من جهة، والوقوف على كيفية توجيه هذا الأمر إنْ كان صحيحاً لدفع حالة الخوف لدى بعض الموالين من جهة أخرى.
انتظر مشاركاتكم فلا تحرموني نوركم.
ــــــــــــ
الكاظمي
اسمحوا لي أنْ اسجل ابتداءً مداخلة لموضوعكم القيِّم، فانّي اراه من المواضيع الميدانية العملية المفيدة.
كثيرا ما يطرح في اروقة البحث والدراسة أنّ من معالم القيام المهدوي أو الظهور الشريف هو معلم العنف ووجود حالة من الخوف والهلع تملأ الانحاء بسبب معارك الإمام المهدي عليه السلام، والاحداث المتسمة بالعنف والارهاب في ذلك الوقت..
ألاحظ على هذا النص انه جمع بين العنف والارهاب وبين المعارك، والحال أنّ المعارك لها شأن، وللعنف والارهاب شأن آخر، فكم من معركة لا تقترن بالارهاب ولا بالعنف.
وكيف سيكون التعايش في زمن الظهور؟ هل هو تعايش مسلح أو انّه تعايش سلمي؟.
وفيه أنّ التسليح لا ينافي السلم، إذ قد يستوجب فرض السلم استخدام السلاح وقوله تعالى: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتي تَبْغي حَتَّى تَفيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ).
ولعل سائل يسأل عن ثمرة هذا الحوار، أقول: إنّ هناك العديد من الموالين يقولون نحن نحب الامام ولكن نخاف من زمن ظهوره لانه عصر فيه حروب وما شاكل، والبحث عن مدى صحة ذلك هو دفع أو اقرار هذا الأمر من جهة والوقوف على كيفية توجيه هذا الأمر إنْ كان صحيحاً لدفع حالة الخوف لدى بعض الموالين من جهة أخرى.
إذا كان الإنسان موالياً لإمامه فلابد أنْ يكون مسلماً مطيعاً ولا مجال للخوف مما تفرضه ولايته عليه حتى لو كانت حربا فإنها بلا شك ستكون حرباً مقدسة يثاب عليها المقاتل، إذ بعد قبول العصمة لا يحتمل أنْ تكون حرب الإمام على غير ذلك.
وفي خاطري أنّ بعض هولاء الموالين في زمن المعصوم كان له تصور أنّ عصر الظهور هو عصر الرخاء والدعة والراحة فأجابه الإمام عليه السلام بما مضمونه: (إنْ هو إلا العلق والعرق).
ومنكم نستفيد.
ــــــــــــ
الوميض
لعل سائل يسأل عن ثمرة هذا الحوار أقول: إنّ هناك العديد من الموالين يقولون نحن نحب الامام ولكن نخاف من زمن ظهوره لانه عصر فيه حروب.
إنّ هذا الموضوع لطيف وواقعي.
بالفعل أحياناً نسمع بعض الأخوة يتحدثون بهذه الطريقة.
وأنا عادة اُسجل انطباعي فقط حول هذه العبارة لانّ فيها بعداً واقعياً ونفسياً واجتماعياً.
فالإنسان يخشى من المجهول لانّه أمر مبهم لديه، في حين يألف الواقع الذي يعيش فيه لانّ حساباته بحسب الظاهر يعرفها.
فإنّ هذا الموالي قد يخطر في ذهنه انّ ايمانه إذا ادرك الظهور قد لايسعفه ويكون في صف الإمام عليه السلام أو من جنده وهذا احتمال وارد.
خصوصا اذا قرأنا في الروايات مواصفات اتباع الإمام عليه السلام.
وهناك لا مجال للخطأ لانّه قرار مصيري.
امّا هنا وقبل زمن الظهور، فانّه قد يرى انّ الابتلاءات أقل صعوبة، ومع الخطأ فانّه يوجد مجال للتوبة والرجوع.
أقول هكذا قد يخطر في باله، وهذا التصور قد يساعدنا في معرفة العلاج.
لانّه واقعي.
ولربما توجد تصورات أُخرى، ننتظر ما تجود به أقلام المشاركين.
ــــــــــــ
فرح الظهور
مسألة العنف المأخوذ في الروايات التي تصف حالة ما بعد الظهور المقدس مأخوذة أيضاً بالثأر والخوف أيضاً، وهو ظاهر في النصوص.
والاشكالية الواردة في مسألة الثأر والانتقام والاقتصاص والحروب ربما تم مناقشتها في موضوع (لماذا التركيز على الانتقام في كل أدعية الإمام).
والمتحصّل أنّ الإمام بالفعل سيقود حروباً، وهذا أمر مسنون، ولكن هذه الحروب هي للاقتصاص من الذين غصبوا حق الولاية وقتلوا أولاد الائمة وأبناء الأنبياء، والخوف الحقيقي لابد أنْ يرد للذين ساهموا في تلك المظالم لانهم يعلمون أنّ الإمام عليه السلام هو المقتص منهم.
امّا المنتظرون لإمامهم أليس هناك ضدية بمسألة الخوف من ظهوره اختي؟؟؟
فكيف انتظر إمامي وأكون خائفة من ظهوره؟؟
نعم قد يتحصّل بعض الرهبة والخوف نتيجة شعور الإنسان المؤمن بالتقصير تجاه القضية، وسيكون هذا أمراً ناتجاً عن شيئين ربما:
الأوَّل: أنْ يكون المؤمن المنتظر قد وصل مرحلة من الإيمان والعمل لمرحلة عالية، فيجد نفسه كلّما قدم شيئاً أو ادَّى عملاً يراه صغيراً مستصغراً ويري نفسه مقصراً، وهذا دأب المؤمن الحق العامل بوصايا ائمتنا أهل البيت عليهم السلام.
الثاني: أنْ يكون المؤمن فعلاً معتقداً بمولاه ومحبَّاً ومنتظراً ولكنه ليس عاملاً ومقصراً في انتظاره، فيجعل المؤمن يخشى أنْ تحين المدة قبل التأهُّب والعدَّة.
ولكن هذا الخوف بالتأكيد لا يمكن عدّه بمرتبة أو بنوعية الخوف الذي يترتب على أعداء الإمام عليه السلام.
امّا قولك أختي الحبيبة:
إنّ هناك العديد من الموالين يقولون نحن نحب الإمام ولكن نخاف من زمن ظهوره لانّه عصر فيه حروب وما شاكل
ففيه تأمل، فلو كان المؤمن يحب إمامه كيف يكون له خوف ممن يحب، نعم وكما اسلفت هي رهبة ربما من التقصير إمام قدسيته عليه السلام، امّا حروبه فلا اعتقد اختي أنّ هناك مؤمناً تشبَّع بالظلم والاضطهاد والتقتيل يخاف من حروب الإمام، بل ربما ينتظره ويتمنّاه، والأدعية كلّها زاخرة بطلب أنْ يكون للمؤمن حظ للاستشهاد بين يديه عليه السلام ورؤية الاقتصاص ممن اسرفوا في فساد الأرض وأهلها.
امّا البسطاء اختي فليتنا نحضى بإيمانهم وسريرة قلبهم.
ــــــــــــ
الغائب
حقيقة إنّه حوار جميل وراقٍ، وربما قد اشبع بحثاً وتنقيباً.
أحب أنْ أُشارك فيه لكي أحظى بدفء الحوار الهادف والأخوي.
لاشك أنّ الإمام عليه السلام سيحارب، ولا اعتقد أنّ أحداً من المتحاورين شكَّك في ذلك أو أنكره.
كما لاشك أنّ الكثير ممن يخافون عصر الظهور من الموالين هم ممن لم يتشبعوا بالثقافة المهدوية ولم يطلعوا بصورة جيدة على مجريات الأحداث، فخلطوا بين عصر الظهور وبين ما قبله.
فالحروب المهولة والمدمرة ستكون قبل عصر الظهور، مثل حروب قرقيسيا وحروب السفياني وموت أحمر وأبيض وفناء ثلثي العالم، كل ذلك يكون قبل الظهور المقدس، فخلط البعض وحسبها من افرازات الظهور، فلذلك نشب الخوف أظفاره في قلبه.
امّا عصر الظهور، فالسلام هو الأصل، والمعارك هي الاستثناء، أي في بداية الظهور سيكون هناك حروب وعرق وعلق وما بعدها الهناء والسعادة والرخاء.
فمعارك الإمام عليه السلام زمانياً فترتها (8) أشهر، فهي لا تقاس بفترة حكمه وما بعدها من الرخاء والأمان، والذي تعبِّر عنه الروايات بأنّ المرأة تخرج وتسافر لوحدها ولا خوف عليها، والعشرات من أمثال هذه الرواية.
ومعارك الإمام عليه السلام مكانياً ربما لا تتعدي الوطن العربي، بينما العالم بأجمعه سيستجيب له طواعية، كما عبَّرت عنه بعض الروايات بانّه يفتح الروم بالتهليل والتكبير.
ويمكن أنْ نوجد أسباباً أُخرى للقلق الحاصل عند البعض من الظهور وهو الإشاعات المغرضة من قبل الأعداء وخصوصاً كما قلنا إذا لم يكن المرء محصَّناً ثقافياً بالقضية المهدوية وأبعادها.
وبودِّي أنْ أقول للأخ وميض: صحيح ما تفضلت به بأنّ الإنسان يخشى من المجهول ولكن هذا لا يأتي في مقامنا، فإنّ قضية الإمام عليه السلام ليست كذلك فقد صرحت بأخباره الكثير من الروايات فكأننا أمام شريط مصوَّر لأحداث الظهور ولو بنحو الإجمال.
ــــــــــــ
خادم المهدي313
جميلة هذه الإثارات التي تتحفون بها هذه الواحة بين فترة وأُخرى.
وأردت أنْ اُعلِّق على عبارة وردت ضمن مشاركاتكم.
لانَّ بعض الأحيان لا يكون فهم الروايات صحيحا بدون الرجوع إلى المرجعية الفكرية التي قال عنها الموقر خادم المهدي في موضوع آخر.
الصحَّة في الروايات ذات الطابع العقائدي تعني حجية الطريق.
وليس بالضرورة أنْ يكون المضمون مطابقا للواقع وهذا معنى الحجيَّة كما في المرجعية الفقهية
والروايات تارة تتحدث عن أمر عقائدي وآخر عن قضية تاريخية.
وثالثاً عن أحداث اجتماعية.
وتحصيل العقيدة من خلال الفقهاء حصراً دون غيرهم.
امّا بقية الروايات التي تتحدث عن أحداث عامَّة لا ترتبط بالاعتقاد الواجب للناس انّما تعطي لهم رؤية مستقبلية.
فجميل أنّ الناس يتأملون ويتدبرون فيها ولكن مع مراعاة قواعد أهل الفن والتخصص.
فلو تدبَّر في الرواية ذات الطابع الاجتماعي أو تحدث عن حروب الإمام عليه السلام اثنان، احدهما مثقف والآخر متخصص.
فانّ الأول هو عبارة عن رأي شخصي غير اعتقادي لا يمثل إلا رأي صاحبه.
امّا الثاني فهو رأي علمي تحقيقي يمثل أحد آراء الطائفة في هذا المجال.
وقد بدأنا نلمس نفساً يدبّ في الساحة، يحاول التبعيض في المرجعية الفكرية نفسها بين السند والدلالة حيث يقبل أنْ تكون مرجعية فكرية في السند ولكن من جهة الدلالة يرى الرجوع إليهم فيه تعجُّب.
بمعنى انّ من استوفى شروط البحث العلمي وفهم المطالب العالية يبقي منحصراً عمله في البحث في الأسانيد، اما المثقفون فيبحثون في الدلالة من باب توزيع الأدوار والتعاون، مساكين أصحاب التخصص ربَّما يتعبون، قد وجدوا من يحمل همهم.
فهذا تنوّع أدوار والهدف واحد وقليل على المتخصص وقليل على عموم الناس.
وهناك تتمة شيّقة للموضوع لنتابعها على رابطه في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام الاتي:
www.m-mahdi.info/forum