(١٣١٤) من هم أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) المذكورين في أدعية الأئمة (عليهم السلام)؟
ورد في إحدى منشوراتكم النص التالي:
إن أدعية الأئمة (عليهم السلام) لم تقتصر فقط على صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) وإنما تعدّت إلى أصحابه، بأن يقويهم الله تعالى ويمنحهم الصبر، وفي ذلك إشارة ضمنية إلى ما يعتريهم من المحن، بحيث إن الأمر يحتاج إلى قوة وصبر بالغين.
هل المقصود من أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) هنا خاصته ونوابه، أم يشمل ذلك محبيه ومواليه أيضاً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى أن توفر الأنصار والمجاهدين بين يدي الإمام (عجّل الله فرجه) هو من ضمن الشروط التي يتوقف عليها ظهور الدولة المهدوية، كما ورد في الأخبار والأحاديث، فقد ورد هذا المعنى عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يخرج القائم (عليه السلام) حتَّى يكون تكملة الحلقة، قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف. [الغيبة للشيخ النعماني: ص320]
فيكون الدعاء لأنصار الإمام (عجّل الله فرجه) لأمرين:
الأول: منهما لغاية التعجيل بظهوره (عجّل الله فرجه) فإن الدعاء بتحقق الشرط هو في حقيقته دعاء لتحقق المشروط، وهذا هو مفاد ما نجده في الدعاء الذي رواه يونس بن عبد الرحمن عن الإمام الرضا (عليه السلام) والذي جاء فيه: اللهم وشركاؤه في أمره، ومعاونوه على طاعتك، الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه... إلى آخر الدعاء. [جمال الأسبوع للسيد ابن طاووس: ص313]
فإن الإمام الرضا (عليه السلام) إنما دعا لهم بلحاظ كونهم شركاء الإمام (عجّل الله فرجه) في أمر دولته ومعاونيه على ذلك، والذي يظهر من هذه الفقرات الشريفة أن هذا الدعاء لأصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) الخاصين به وممن يصدق عليهم أنه شركاؤه في أمره، والذين يمثلون حصناً ومفزعاً له (عجّل الله فرجه)، وهذا بطبيعة الحال مقام عظيم الصفة لا يتوفر لكل أحد من الأنصار والأصحاب، ومع ذلك نجد أيضاً في هذا الدعاء فقرة يمكن أن يُستفاد منها الشمولية لكل أحد من ينطبق عليه وصف الولاء له (عجّل الله فرجه) والنصرة كما جاء في أول الدعاء السابق: أيِّده بنصرك العزيز وأيِّده بجندك الغالب، وقوِّه بقوتك، واردفه بملائكتك، ووال من ولاه وعاد من عاداه.
وكذلك ما جاء في الدعاء المعروف الذي يقرأ في زمن الغيبة الذي أوله (اللهم عرفني نفسك) المروي عن السفير الثاني محمد بن عثمان والذي تضمن الدعاء لعموم أنصاره (عجّل الله فرجه) في قوله: اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص515]
وأمّا الأمر الثاني فإن الدعاء لأنصار الإمام (عجّل الله فرجه) من المستحبات المؤكدة لعموم ما ورد في الحث والترغيب إلى الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، ولأنه من الإعانة على البر والتقوى، فقد جاء في الحديث الصحيح عن الإمام الرضا (عليه السلام): ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إلّا كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة منذ بعث الله آدم إلى أن تقوم الساعة. [ثواب الأعمال للشيخ الصدوق: ص161]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: سيد عباس : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)