(٢٢٤) ما المراد من قوله (عليه السلام) ثلاث ساعات...
روى جابر الجعفي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: 8] قال: الناقور هو النداء من السماء: ألا إن وليكم فلان بن فلان القائم بالحق، ينادي به جبرائيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم. الحديث [تأويل الآيات: 2/732]
فهل المراد من قوله: (ثلاث ساعات الخ) ثلاث مرات، أم ثلاث ساعات متواصلة أو متصلة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر من مثل هذا التعبير أنه يريد ثلاثة أوقات مختلفة، لا أنه يريد الساعة بالقدر الذي نعرفه على وجه التحديد، ومثل هذا التعبير متعارف عليه في الخطاب في اللغة العربية أي إنه يطلق على المقطع الزمني سواء كان قصيراً أم طويلاً (بالساعة)، فمثلاً ورد في الروايات التعبير عن الزمان الحاصل بين طلوع الفجر وطلوع الشمس بأنه (ساعة الغفلة) مع أنه ليس بساعةٍ واحدة بحساب الساعة التي نعرفها، وكذلك ورد هذا الاطلاق في القرآن الكريم في عدّة موارد منها ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ﴾ [يونس: 45]، فقد أطلق الساعة على كل ما أفنوه من أعمارهم، ومنها ﴿فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34 - النحل: 61] وقد أُطلقت الساعة على الآن الواحد، ومنها ﴿لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ [التوبة: 117]، فأُطلق الساعة هنا على أيام غزوة تبوك التي استمرت أكثر من عشرة أيام.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: جعفر الحسيني : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)