(٦٦٦) هل سيكون ظهور الشمس من المغرب قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) أو بعده؟
هل سيكون ظهور الشمس من المغرب قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) أو بعده؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قد ذكرت الروايات هذا الأمر في معنيين:
1) إن المقصود من الشمس التي تطلع من مغربها هي الكناية عن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من الغيبة، والغيبة كأنها غروب، وظهور الإمام (عجّل الله فرجه) كأنه شمس تشرق على الوجود.
ومن الروايات التي يمكن أن يستفاد منها ذلك ما ورد في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص77 – 78،
عن النزال بن سبرة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث يذكر فيه أمر الدجال ويقول في آخره:
لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهد إلي حبيبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن لا أخبر به غير عترتي. قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة بن صوحان: ما عنى أمير المؤمنين بهذا القول؟
فقال صعصعة: يا بن سبرة إن الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام، فيطهر الأرض ويضع الميزان بالقسط فلا يظلم أحد أحداً... .
2) إن المقصود هي علامة كونية حقيقية، فالشمس بدلاً من أن تشرق من المشرق، هي تشرق من المغرب، فتكون علامة كونية واضحة للعيان، ولكنها ليست من علامات الظهور، إنما هي من علامات الساعة، وهذا ما صرحت به بعض الروايات، ومنها التالي: فقد جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص436: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): عشر قبل الساعة لابد منها: السفياني، والدجال، والدخان، والدابة وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى (عليه السلام)، وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر... .
ومنها ما ورد في الملاحم والفتن للسيّد ابن طاووس: ص203 و204: عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال:
إذا نزل عيسى بن مريم وقتل الدجّال تمتَّعوا حتَّى تحيوا ليلة طلوع الشمس من مغربها وحتَّى تمتّعوا بعد خروج الدجّال أربعين سنة، لا يموت أحد ولا يمرض، ويقول الرجل لغنمه ولدوابه: اذهبوا فارعوا في مكان كذا وكذا، وتعالوا ساعة كذا وكذا، وتمرُّ الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة ولا تكسر بظلفها عوداً، والحيّات والعقارب ظاهرة لا تؤذي أحداً ولا يؤذيها أحد، والسبع على أبواب الدور تستطعم لا تؤذي أحداً، ويأخذ الرجل الصاع أو المُدّ من القمح أو الشعير فيبذره على وجه الأرض بلا حراث ولا كراب، فيدخل المُدّ الواحد سبعمائة مُدّ.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عبد الله : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)