(٧٩٤) العلامات الحتمية والبداء
في موضوع العلامات الحتمية التي تسبق الظهور المقدس، للشيخ محمد السند (حفظه الله) رأي يستند على رواية وملخص الرأي: إن هناك إمكانية حصول البداء في العلامات الحتمية ولا يمكن حصول البداء في ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) لأنه من الميعاد والله لا يخلف الميعاد.
سؤالي: ما يذكر في القرآن الكريم من أحداث مستقبلية هل تقع ولا يحصل فيها البداء؟
فلو ثبت ذلك فإن الصيحة لا بداء فيها لأن الصيحة مذكورة في القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
ربما يستند الشيخ السند إلى مثل ما روي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فجرى ذكر السفياني، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر: هل يبدو لله في المحتوم؟
قال (عليه السلام): نعم.
قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم.
فقال (عليه السلام): إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد.
فمن جهة الإمكان فإن حصول البداء ممكن جداً.
لكن من جهة أخرى، حيث إن أهل البيت (عليهم السلام) أخبروا بأنه لا بد من هذه العلامات وأن الظهور لا يكون إلا إذا وقعت هذه العلامات، وحيث إن أهل البيت (عليهم السلام) معصومون، والمعصوم لا يخبر شيئاً خطأ.
حينئذ نقول: إنه لا بد من وقوع العلامات لأجل تصديق أهل البيت (عليهم السلام) وإن كل ذلك بمشيئة الله تعالى ولا يفرض عليه شيء.
ومما يدل على ذلك ما روي عن عبد الملك بن أعين، قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فجرى ذكر القائم (عليه السلام)، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني.
فقال (عليه السلام): لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حيدر إبراهيم مهدي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)