ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(٨٩٤) ... بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله...

ممكن تفسير لحديث الإمام علي (عليه السلام) المروي في كتاب الغيبة للنعماني:
لابد من رحى تطحن، فإذا قامت على قطبها، وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السبال، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هرجا، والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم وما يلقى الفجار منهم والأعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلونهم هرجاً على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية، جزاء بما عملوا، وما ربك بظلام للعبيد.
من المقصود بالحديث الشريف؟
وهل هو وقومه صالحون أم طالحون مفسدون يسلطهم الله على الفجار؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية مروية عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي كما واضح تتحدث في سياق ما سيحصل من فتن وقلاقل مستمرة عبرت عنها الرواية بـ(رحى تطحن)، فاذا بلغت تلك الفتن ذروتها وأقصاها بسبب ممارسات وأفعال بعض الأعراب الجفاة، سلّط الله عليهم من يسومهم العذاب بلا رحمة، والرواية ليست فيها إشارة واضحة إلى هوية هؤلاء، وإنما اكتفت بتوصيف قائدهم (عبداً عنيفاً وفي نسخة أخرى عَسِفاً) سيكون النصر حليفه عليهم، وكذلك وصفت أصحابه بالطويلة شعورهم وأصحاب السبال، والسبال كما ذكر المازندراني في شرح الكافي: السبال بالكسر جمع السبلة بالتحريك وهي الشارب وقيل هي الشعرات التي هي تحت اللحى الأسفل، وقيل: هي عند العرب مقدم اللحية ومنها على الصدر. [شرح الكافي للمازندراني: 183/7]
وكذلك وصفت راياتهم بأنها سود، وهي كما لا يخفى استُغلت على مر التاريخ من عدة أطراف وجهات، وفيها المذموم والممدوح فلا يمكن أن تكون قرينة على صلاح أصحابها أو فسادهم، ولا أن في تسليط هؤلاء على هؤلاء ما يشي بالضرورة بطبيعة حالهم وواقعهم، فالرواية بحسب ما ورد لا تخرج عن دائرة الإجمال والإبهام من هذه الجهة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢١/٠٣/١٤ : ٢.٤ K : ٠
: نور : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.