ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١١١٨) من هم بنو العباس؟

عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عجّل الله فرجه) من المحتوم.
من هم بنو العباس؟
وما هو نوع الاختلاف، هل هو على الحكم؟ هل هم حكام؟ وفي أي مكان من الأرض ولد العباس؟


بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من عدة روايات من أن حكم بني العباس سيكون له وجود وحضور قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) بشكل من الأشكال، فقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ملك بني العباس مكر وخداع، يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد، حتى يقال: ما مر به شيء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص314]، وروي أيضاً: عن الحسن بن إبراهيم، قال: قلت للرضا (عليه السلام): أصلحك الله، إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس؟ فقال: كذبوا، إنه ليقوم، وإن سلطانهم لقائم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص315]
ومضافاً لما سبق، قد يشهد أيضاً لهذا المعنى الذي ذكرناه ما أشارت إليه بعض الروايات من أن هلاك حكم بني العباس إنما سيكون على يد السفياني والخراساني، وبالتحديد في الكوفة، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم، خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هاهنا وهذا من هاهنا، حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً أبداً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص267]
وأمّا سبب اختلافهم، فقد ذكرت بعض الروايات أنه من ضمن حلقات الصراع على الحكم والسلطة، فقد روى الشيخ المفيد ما يوضح منشأ هذا الصراع والاختلاف، عن أبي حمزة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من مغربها محتوم، واختلاف بني العباس في الدولة محتوم. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص371]
وأمّا من هم بنو العباس الذين تقصدهم هذه الأخبار؟
فالذي يظهر من بعض الروايات أن دولتهم التي كانت قائمة في عصر الأئمة (عليهم السلام) وشطراً من عصر الغيبة الكبرى، سوف تسقط وتزول، ثم يتجدد لهم الملك ثانية ويعود، ولا يمكن - والحال هذه - تفسير دولتهم وملكهم، والذي سيكون قائماً قبل عصر الظهور بذات الدولة التي كانت قائمة قبل مئات السنين في الماضي، فقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ملك بني العباس مكر وخدع، يذهب حتى لم يبق منه شيء، ويتجدد حتى يقال: ما مر به شيء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص314]، كما يمكن أن نفهم معنى تجدد الملك لهم، إمّا بوجود فئة سوف تملك وترتبط نَسَبياً ببني العباس حقيقة وواقعاً كما هو الحال في شخصية السفياني الذي ينتسب لأبي سفيان، وإمّا على نحو المجاز والكناية، أي بمعنى الانتساب العملي للخط الذي كانوا يمثلونه في الظلم والطغيان (فإنّ من تشبّه بقوم فهو منهم) [مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي: ج17، ص440] كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢١/١٠/٢٨ : ٢.٤ K : ٠
: هالة : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.