(١٢٣٢) كيف تتواجد امرأة منافقة في دولته (عجّل الله فرجه)؟
هل فعلاً أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عندما يظهر وتغلق أبواب الاستغفار سيقتل كل من لم يؤمن مباشرة؟
إذا لا يبقى إلّا المؤمنين، فكيف في كتاب السيد الشهيد الصدر الثاني (الموسوعة المهدوية) ذكر أنه سيقتل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مسموماً وتسمه امرأة من البصرة؟
أي أن المرأة منافقة، فكيف توجد امرأة منافقة في دولة الإمام (عجّل الله فرجه)، إذ إنه سيقتل كل المنافقين والمشركين والكافرين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
شرحنا سابقاً في جواب مفصل معنى غلق باب التوبة في زمن الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وقلنا هناك إن باب التوبة لا يُغلق على كل أحد وإنما يُحرم منه المعاندون والمجرمون ممن طبع الله تعالى على قلوبهم وسلب منهم التوفيق بسبب ظلمهم وعنادهم، يمكنكم قراءة الجواب كاملاً من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/main/questions-496
وأمّا أن الإمام (عجّل الله فرجه) يُقتل شهيداً ولا يموت حتف أنفه فالدليل فيه ما ورد من العمومات التي أشارت إلى أنه ما من إمام إلّا وهو يموت مسموماً أو مقتولاً، فقد روى الصدوق بسند معتبر عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: والله ما منا إلّا مقتول شهيد... . [الأمالي للشيخ الصدوق: ص120]
وأمّا الشهيد الصدر الثاني (رحمه الله) فقد تطرق في موسوعته في الباب السادس من كتابه (تاريخ ما بعد الظهور) إلى بحث كيفية نهاية حياة الإمام (عجّل الله فرجه) وذكر هناك نقلاً عن كتاب إلزام الناصب وجود امرأة من بني تميم هي التي تقوم بقتله (عجّل الله فرجه) وانتهى في مناقشته إلى تضعيف هذا الخبر وعدم اعتماده عليه لعدم وضوح كون الرواية عن أهل البيت (عليهم السلام)، بل انتهى إلى القول بعدم وجود دليل يُعتمد عليه بهذا الصدد.
ونحن وإن كنا نوافقه في مناقشته لخبر قصة المرأة التميمية وعدم نهوضه للإثبات التاريخي، لكننا نختلف معه (رحمه الله) في قوله بعدم وجود أدلة تفيد بعمومها استشهاد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لما ذكرناه في الخبر المعتبر عن الإمام الرضا (عليه السلام) وهو ما لم يذكره في مناقشته هناك، بل اكتفى بذكر حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه: ما منّا إلّا مقتول أو شهيد. ورده لضعف سنده بسبب الإرسال.
ولا تتنافى فكرة استشهاد الإمام (عجّل الله فرجه) مع كون المجتمع في عهد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيكون مجتمعاً صالحاً إيمانياً باعتبار أن التوصيفات العامة التي ذكرتها الروايات - سواء تلك التي تكلمت عن عصر ما قبل الظهور وامتلائه بالظلم والانحراف أو تلك التي تكلمت عن عصر ما بعد الظهور وامتلائه بالعدل والاستقامة - إنما هي تحكي عن الظواهر الاجتماعية العامة والسائدة في كلا العصرين من دون أن يكون كلا الوصفين شاملينِ لكل فرد، فإن التوصيفات الاجتماعية العامة ليس سبيلها سبيل الموجبات الكلية المنطقية وإلّا لاقتضى ذلك، أمّا العصمة التامة لجميع الأفراد أو الانحراف التام وكلا الأمرين ممتنعان في العادة والواقع ومثاله قول القائل إن (طبيعة الأطفال يخافون الظلام) ومع ذلك لا تمنع صحة هذه المقولة وجود استثناءات منهم يشذون عن هذا العموم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حسن الغراوي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)