(١٢٨٣) ما معنى (علامة ظهور أمري كثرة الهرج والمرج والفتن)؟
ورد عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): علامة ظهور أمري كثرة الهرج والمرج والفتن.
ماذا يقصد الإمام (عجّل الله فرجه)؟ ففي زماننا هذا هنالك كثرة للهرج والمرج وأيضاً الفتن، وليس في زماننا هذا لا بل مرت عصور وعصور على الهرج والمرج والفتن، فمتى نستطيع أن نقول هذا هو كثرة الهرج والمرج والفتن التي يقصدها الإمام في الحديث الشريف؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الهرج والمرج كناية عن الفتن والاضطراب الذي يحصل في الأُمة وإن كانت بعض الأخبار فسّرت الهرج بالقتل الكثير كما في رواية ابن طاووس عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): إن بين يدي الساعة الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل، قالوا: يا رسول الله أكثر مما يقتل الآن؟ قال: إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكن يقتل الرجل جاره ويقتل أخاه ويقتل ابن عمه. قالوا: يا رسول الله ومعنا عقولنا؟ قال: تنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم من الناس قوم يحسب أكثرهم أنهم على شيء. [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص305]
وهذه الظاهرة لا يخلو منها زمان من الأزمنة، غاية الأمر أن الروايات أشارت إلى تصاعدها واستفحالها في آخر الزمان حتى عدتها بعض الأخبار من علامات الظهور، فقد ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قوله: ومنادي ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وذلك عندما يصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذٍ يأذن الله له بالخروج. [كفاية الأثر للخزاز القمي: ص151]
وكذلك هو مفاد ما روي عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): علامة ظهور أمري كثرة الهرج والمرج والفتن. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص302]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: سيد جليل الياسري : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)