(١٣١٦) هل السفياني سيد هاشمي صحيح النسب؟
ورد عن أبي جعفر الصادق (عليه السلام): إذا بلغ السفياني أن القائم قد توجه إليه من ناحية الكوفة فيتجرد بخيله حتى يلقى القائم، فيخرج فيقول: اخرجوا لي ابن عمي. فيكلمهُ الإمام المهدي (عليه السلام) فيأتي السفياني إليه ويبايعهُ.
هل هذه الرواية واردة فعلاً عن أهل البيت (عليهم السلام) وما صحة سندها؟
وما معنى ابن عمي؟ هل نستنتج من هذه الكلمة بأن السفياني الأول الكوفي سيكون سيد هاشمي صحيح النسب وإلّا كيف يقول له (يا بن عمي)؟
وهل فعلاً بأن السفياني سوف يبايع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية نقلها الشيخ المجلسي في بحار الأنوار ج52، ص388، عن كتاب (الغيبة) للسيد (علي بن عبد الحميد) وهي على كل حال ضعيفة السند بسبب الإرسال، وهي مروية عن الإمام الباقر (عليه السلام) وليس الإمام الصادق (عليه السلام) كما ذكرتم في سؤالكم.
كما أن السفياني ليس من بني هاشم وإنما يرجع في نسبه إلى أبي سفيان من بني أمية، روى الشيخ الطوسي (رحمه الله) في كتاب الغيبة ص444، عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان.
وروى كذلك ابن شاذان في كتاب مختصر إثبات الرجعة ما يشير لذلك أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان.
وأمّا التعبير الوارد بابن العم فلأن بني أمية يلتقون نسباً بالجد الثالث للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) (عبد مناف بن قصي) والذي كان له أربعة أولاد منهم (عمرو بن عبد مناف) الملقب بهاشم والذي ينتسب إليه الهاشميون ومنهم (عبد شمس) والذي ينتسب إليه الأمويون، وقد ورد في رواياتنا في تفسير قوله تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ﴾ عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: نزلت في بني عمنا بني أمية وفيهم يقول الله: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ﴾.... [تأويل الآيات الظاهرة للأسترآبادي: ج2، ص١٥٣]
وأمّا قصة بيعة السفياني للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهي مروية في بعض الأخبار، ولكن يظهر أنها بيعة لا عن قناعة منه، ولا عن إيمان بأحقية الإمام (عجّل الله فرجه)، بل خوفاً ونفاقاً سرعان ما يرتد عنها ثم يقتله الإمام (عجّل الله فرجه) وينتهي دور السفياني.
فقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الذي يطلب من أصحابه أن يسيروا إلى السفياني ليقيم عليه الحجة فيقول لهم: سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله)، فيعطيه السفياني من البيعة سلماً، فيقول له كلب - وهم أخواله -: ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله، فيستقبله. ثم يقول له القائم (عليه السلام): خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم. ويأخذ السفياني أسيراً، فينطلق به ويذبحه بيده. [تفسير العياشي: ج2، ص60]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: ناهدة الجشعمي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)