(١٣١) ما هو الدليل على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟
ما هو الدليل على وجود الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأدلة على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عديدة وهي على نوعين: أدلة عامة، وأدلة خاصة، أمّا الأدلة العامة فنذكر منها التالي:
1) ما روي عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت بغير إمام لساخت. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص179، ج10]
2) ما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص205، ح19]
3) الحديث المتواتر عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي هم أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض. [ينابيع المودة: ج2، ص253]
فما دامت الأرض لم تسخ بأهلها وما دام أهل الأرض لم يذهبوا وما دام القرآن الكريم موجوداً فهذا يدل على وجود الإمام (عجّل الله فرجه) الذي هو عِدل القرآن الكريم والذي لن يضل الناس باتّباعه، وليس ذلك في عصرنا الحاضر إلّا الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه).
وأمّا الأدلة الخاصة، فإن هناك مئات الروايات في ولادته وحياته ونوابه واعتراف العشرات من علماء أهل السنة بولادته فضلاً عن الإمام العسكري (عليه السلام) والكثير من الذين شاهدوه في الغيبة الصغرى والكبرى.
وقد أولت الكثير منها عنايتها بالإشارة إلى المهدي (عجّل الله فرجه) إمّا باسمه الصريح أو بصفته أو بالإشارة إليه، منها:
١) ما رواه المفيد بسنده عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله (عليهما السلام) وبين يديها لوحٌ فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها، فعدّدت اثني عشر اسماً آخرهم القائم من ولد فاطمة، ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم علي.
٢) وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ويكون بعد الحسين (عليه السلام) تسعة أئمّةٍ تاسعهم قائمهم.
٣) عن عبد الله بن عبّاس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنا سيد المرسلين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم.
٤) وعن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام): إنّ الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا، فقيل له: يا بن رسول الله، ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهّر الأرض من كل جور وظلم.
هذه الروايات وأمثالها تعدّ تمهيداً للنص على إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فهي إشارات صريحة على إمامته تفسرها روايات تشير إلى صفته الشريفة منها:
١) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): المهدي منّي أجلى الجبهة، أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يملك سبع سنين.
٢) وعن حذيفة أنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي على خدّه الأيمن خال، كأنه كوكب درّي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو.
٣) وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ليبعثنّ الله من عترتي رجلاً أفرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض عدلاً ويفيض المال فيضاً.
هذه هي أوصافه (عجّل الله فرجه)، إذ كثير من الروايات أولت اهتمامها بأوصافه الكريمة تمهيداً لذكر اسمه صريحاً.
هذا بالإضافة إلى اعترافات الكثير من علماء العامة بولادته (عجل الله فرجه)، ولم تقتصر هذه المسألة على الاعتقاد الشيعي فحسب، بل أقر بذلك علماء أهل السُنّة وسلّموا بها تسليم الضرورات، وسنذكر بعض هذه الأقوال:
١) ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة:
قال: (أبو القاسم محمّد الحجة وعمره عند وفاة أبيه (الحسن العسكري) خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة ويسمى القائم المنتظر).
٢) ابن خلكان في وفيات الأعيان:
قال في ترجمة الإمام العسكري (عليه السلام) ما نصّه:
(أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن الرضا بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، أحد الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وهو والد المنتظر صاحب السرداب ويعرف بالعسكري، وأبوه علي يعرف أيضاً بهذه النسبة).
٣) ابن شحنة الحنفي:
ذكر في تأريخه المسمى بروضة المناظر في أخبار الأوائل المطبوع بهامش مروج الذهب في المطبعة الأزهرية المصرية سنة (١٣٠٣هـ) الجزء الأوّل (صفحة ٢٩٤): (وولد لهذا الحسن -يعني الحسن العسكري (عليه السلام)- ولده المنتظر ثاني عشرهم، ويقال له المهدي والقائم والحجة محمّد، ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين).
٤) ابن الصباغ المالكي:
المتوفى سنة (٨٥٥ هـ) في الفصول المهمّة، الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمّد الحسن الخالص: قال صاحب الإرشاد...: (كان الإمام بعد أبي محمّد الحسن ابنه محمّداً، ولم يخلف أبوه ولداً غيره، وخلفه أبوه غائباً مستتراً بالمدينة، وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين.
ولد أبو القاسم محمّد بن الحجة بن الحسن الخالص بسرّ من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة، وأمّا نسبه أباً واُمّاً فهو: أبو القاسم محمّد بن الحجة بن الحسن الخالص ابن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين).
وأمّا اُمّه فاُمّ ولد يقال لها نرجس خير أمَة، وقيل اسمها غير ذلك. وأما كنيته فأبو القاسم، وأمّا لقبه فالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم لمنتظر وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي.
وللتفاصيل أكثر راجع كتاب (الغيبة والانتظار) للسيد محمد علي الحلو من خلال الرابط التالي تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/books-5
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)