ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الغيبة

(١٧٢) وثيقة تشير إلى أن الأعداء سينبشون قبر...

الكثير من المؤمنين تشرفوا برؤية مولانا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في المنام لكن كيف يتسنى لهم ذلك؟
حيث إننا نرى مثلاً النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو الزهراء (عليها السلام) أو الإمام علي (عليه السلام) أو غيرهم من المعصومين أو الأولياء الأموات (عليهم السلام)، وهذا منطقي وغير غريب. ولكن كيف نرى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهو حي يرزق (أمد الله في عمره الشريف وأرانا طلعته البهية)؟ وهل إذا حصل لنا هذا -رأيناه في المنام- هل يعني أنه (عجّل الله فرجه) في تلك الساعة أيضاً نائم فرأيناه أم أنه ليس بالضرورة أن يكون نائماً؟ فقد يكون مثلاً يمشي في السوق في الحقيقة؟ وهل يعني أن يراه في المنام فيكلمه وهو في مكانه الذي يوجد فيه في الحياة الدنيا أم ماذا؟
نرجو أن تبينوا لنا الجوانب المتعلقة برؤية الإمام (عجّل الله فرجه) بالمنام مما أشرت لها ومما لم أشر له.
ولدي سؤال آخر: هل توجد وثيقة صحيحة لدينا تشير إلى أن أعداء أهل البيت (عليهم السلام) سينبشون قبر مولاتنا الزهراء (عليها السلام) قبل الظهور أو قبيل الظهور الشريف؟
وككوني شاباً في زهرة العمر كيف يتسنى لي أن أكون من ضمن الجنود الذين يقاتلون تحت راية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند الظهور ويستشهدون بين يديه (عجّل الله فرجه)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
يجب التنبيه على أن وصفكم للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) -ما خلا المهدي (عجّل الله فرجه)- بأنهم أموات ليس على ما ينبغي، خاصة إذا عنيتم بذلك أنهم (عليهم السلام) كسائر من مات، إذ الموت بالنسبة إليهم مجرد غياب لأشخاصهم وأجسادهم دون نفوسهم المقدسة، ولذا فإن رعايتهم وتعاهدهم للخلق باقٍ في الحالتين.
أمّا فيما يتعلق بسؤالكم عن مشاهدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عن طريق المنام، فهو ممكن وليس ثمة ربط بين وضع الإمام (عجّل الله فرجه) الخاص كونه مستيقظاً أم نائماً وبين جواز رؤيته من هذا الطريق، ولا يفرق ذلك عن رؤية أحدنا لشخص من معارفه أو أصدقائه في المنام مع كونه في حال اليقظة.
أمّا مشاهدة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الواقع الخارجي فهي وإن لم تكن مستحيلة لكنها غير متاحة لأغلب الناس، مع ثبوتها بحق جملة من أهل الصلاح والتقوى على نحو العلم الإجمالي، ولا تفتقر مشاهدته من هذا الطريق إلى إعداد مسبق أو تهيئة مقدمات، لكنها تحصل في الغالب اتفاقاً.
أمّا سؤالكم عن الكيفية التي يتسنّى لكم بها أن تكونوا من جنوده (عجّل الله فرجه) الذين يقاتلون معه تحت رايته، فهذا يعتمد على مدى جهدكم المبذول لأجل طاعته والإخلاص لمبادئه وتكليف المؤمن في عصر الغيبة من الانتظار له والدعاء وقراءة دعاء العهد والزيارة المستمرة له في الأوقات المعينة بل في سائر الأوقات... الخ.
فإذا فعلتم ذلك فعسى أن تكونوا من أنصاره إن أدركتم ظهوره وإلّا فيرجى لكم أن تكونوا من الراجعين إلى الدنيا فيمن يرجع من المؤمنين الممحضين للإيمان محضاً، ومهما يكن فإن أجركم سوف يكون عظيماً سواء رجعتم أم لا، فقد ورد في الأخبار: من مات منكم منتظراً هذا الأمر كان كمن كان في فسطاط القائم. وأيضاً: المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
وأمّا عن سؤالكم عن وثيقة بشأن قبر الزهراء (عليها السلام) فلم يرد في ذلك رواية معينة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الغيبة : ٢٠١٣/٠٨/٢٧ : ٨.٧ K : ٠
: مرتضى : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.