(٣٠٦) لا يصدر طوال هذه المدة حديث عنه (عجّل الله فرجه)...
لقد احتوت الكتب الإسلامية أحاديث كثيرة رويت عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) ومنهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) طوال هذه السنين، وكذلك روي عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أحاديثه من خلال نوابه الأربعة (رضي الله عنهم) ولكن هل يوجد أحاديث للإمام (عجّل الله فرجه) بعد ذلك؟ إذا كان الجواب نعم، فما هي وكيف يمكن الحصول عليها؟ وإذا كان الجواب كلا فلماذا؟
وهل يعقل أن لا يصدر طوال هذه المدة حديث أو رواية عن الإمام (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن يُعلم أن معنى الغيبة الكبرى يتنافى مع صدور الروايات والتواقيع منه (عجّل الله فرجه) في هذه الفترة وإلّا لم يختلف ذلك عن الغيبة الصغرى من وجود سفراء ونواب، والغريب ما تقوله من عدم معقولية ذلك، فهل ترى أن الغاية من وجود الإمام (عجّل الله فرجه) هي الروايات والأحاديث فقط، فضلاً على أن ما تريده يفتح الباب على مصراعيه لكل من يدّعي السفارة، وقد أغلق الإمام (عليه السلام) باب السفارة في زمن الغيبة الكبرى.
عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري (قدّس الله روحه) فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلّا بعد إذن الله (عزَّ وجلَّ) وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص516، ب45، ح44]
وإن كان هناك توقيعان ينسبان للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أرسلهما إلى الشيخ المفيد سنة (410هـ) وليس فيهما ما يدل على كونه نائباً خاصاً وليس فيهما تكليف للأمة بأمر أو نهي معيّن.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عبد الله : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)