(٥٥١) هل غياب موسى نفس الغياب الذي حصل لصاحب الزمان (عليهما السلام)
ذكر في كتاب آفاق مهدوية لسماحة السيد منير الخباز وهو الإصدار (95) لمركزكم المبارك هذه العبارة (إن الغيبة ليست مخططاً سماوياً وإنما عمل بشري) وما يريده سماحته من هذه العبارة أن الغيبة هي نتيجة لعمل البشر، ثم يذكر شاهداً حصل قبل الإسلام وهو ما حصل للنبي موسى (عليه السلام) فقال ما نصه (لذلك غاب موسى (عليه السلام) عنهم، فبقوا في حيرة يتيهون في الأرض أربعين سنة، فهل غيبة موسى (عليه السلام) عنهم مخطط سماوي أم جناية منهم؟ إنها جناية منهم).
السؤال: هل غياب موسى (عليه السلام) عن بني إسرائيل هو نفس الغياب الذي حصل لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه)؟ أي إنه يشعر بنا ويرانا ونراه ولا نعرفه؟، وهل ظهر لهم موسى (عليه السلام) بعد غيبته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد عن السفير الثاني محمد بن عثمان العمري أنه قال: إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص440، ب43، ح8]
ومن هذا يتبين أن الإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته ليس غائباً عن مباشرة قواعده الشعبية، بل هو حاضر معهم لكن لأسباب عديدة امتنع عن إبراز شخصيته للناس زمن الغيبة.
وأمّا ما يتعلق بغيبة النبي موسى (عليه السلام) فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ...وأمّا شبهه من موسى (عليه السلام) فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء ولادته، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله (عزَّ وجلَّ) في ظهوره ونصره وأيده على عدوه... . [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص327، ب32، ح7]
وهي تُبين أن من شبه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالنبي موسى (عليه السلام) هي الغيبة عن قومه وطولها، ولكن ليس فيها ما يُشير إلى التشابه بين الغيبتين من كل الجهات، وإنما المقصود هو التشابه في أصل ابتعاده عن قومه، لا في كيفية الغيبة، ولا في أن قوم موسى كانوا يرونه ولا يعرفونه، كلا، بل كانوا إذا رأوه لعرفوه، لا كما هي غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)