(٦٦٩) هل من الممكن اعتبار تأخر ظهوره (عجّل الله فرجه) للأسباب...
هل من الممكن اعتبار تأخر ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) للأسباب التالية التي يمكن اعتبارها عثرة في طريق الظهور المقدس لولي الله الأعظم، وإن لم تكن هي تمام الأسباب كما هو مُسلَّم لدى الجميع؟ والأسباب هي:
1) ابتعاد المجتمعات الإسلامية عن تعاليم الدين الحنيف.
2) تحكّم الدول المعادية للإسلام في مصادر القرار في العالم والتحكم بقرارات ومصير الدول الإسلامية.
3) عدم تهيؤ المؤمنين لملاقاة الإمام (عجّل الله فرجه) ونصرته والإذعان له.
4) عدم نضوج الفكرة والعقيدة المهدوية في النفوس المؤمنة لنصرة الإمام (عجّل الله فرجه).
أرجو مناقشة هذه الأسباب المطروحة بتأييدها أو رفضها.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما ذكرتم يمثل مصاديق لكبريات ذكرها أهل البيت (عليهم السلام) بعنوان (امتلاء الأرض ظلماً وجوراً).
فالأول عُبّر عنه في رواية عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء... .
والثاني عُبّر عنه بامتلاء الأرض بالظلم والجور في الكثير من الأحاديث الشامل لتسلّط الدول المعادية وغيره من ظلم الإنسان لنفسه ولبعض الأفراد الذين هم تحت رعايته مثلاً وهكذا.
وهذا ما اعتبرته الروايات الشريفة أمراً لابد من وقوعه قبل الظهور المقدس.
والثالث ما عبّر عنه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في رسالته إلى الشيخ المفيد بقوله:
ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنه اليُمْن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنه إلّا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص325]
والرابع أشارت له الروايات بموت ذِكر الإمام (عجّل الله فرجه) في قلوب الناس كما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سبب تسميته بالقائم فقال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته... . [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص378، ب26، ح3]
بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى ذكرت في الروايات الشريفة ولتتميم الفائدة يمكنكم مراجعة السؤال والجواب التالي ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/questions-631
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: أبو علي البصري : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)