ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الغيبة

(٩٨٨) ما الفرق بين العبادة والعبودية؟

ورد في حقل (العشق المهدوي) أحد منشوراتكم الكريمة النص التالي:
ينبغي للمؤمن أن يعرف تكليفه الذي يُرضي امام زمانه، وليس العمل الذي تميل إليه نفسه، حيث إن المؤمن المنتظِر ليس من عُشاق العبادة، بل من عشاق العبودية، ومن الواضح أن هنالك فرقاً كبيراً بينهما.
سؤالي هو: لكن الروايات تصف أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالعابدين الزاهدين والعبادة هي الطريق لعبودية الله سبحانه الله، ما الفرق بين العبادة والعبودية؟


بسم الله الرحمن الرحيم
فرق العبادة عن العبودية كالفرق بين الشجرة وثمرتها، فالعبادة هي مصاديق ما أمر الله تعالى به من صلاة أو صيام أو حج وزكاة، وإنما أمر الله تعالى بهذه العبادة لتكون وسيلة ليحقق الإنسان في نفسه العبودية الاختيارية لله تعالى، فإن عبودية الإنسان لله تعالى على نوعين:
عبودية عامة لكل المخلوقين قال تعالى: ﴿إِنْ كُلّ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِلَّا آتِي الرَّحْمَن عَبْدًا﴾.
وعبودية اختيارية يسعى لها المؤمن ويقصدها وهي أعظم وسام يناله في مسيرته التكاملية، ولذا إذا أراد الله أن يمدح نبيه العظيم (صلّى الله عليه وآله وسلم) إنما يمدحه بوصفه (عبدا لله تعالى) يقول تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾، ويقول تعالى: ﴿فَأَوْحَى إلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾، مع أنه حتى الكفار هم عبيد لله تعالى لكن عبوديتهم قهرية تكوينية لا تقتضي المدح والثناء لهم لأنها ليس باختيارهم، وعلى المؤمن أن يأتي بالعبادة بهدف العبودية والطاعة، وإذا كان الأمر كذلك لن يفرق عنده سواء كانت تلك العبادة منسجمة مع رغبته وهواه أو لم تكن كذلك، ولا يكون حاله كإبليس الذي عصى الله تعالى ورفض السجود لآدم (عليه السلام) وطلب أن يعبد عبادة هو يرغب فيها ويميل إليها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الغيبة : ٢٠٢١/٠٤/٢٤ : ٣.٧ K : ٠
: أبو محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.