(١٠١٥) الحرب العالمية الثالثة ستشغل الغرب عن قضية الإمام (عجّل الله فرجه)...
هناك روايات تتحدث عن هرج الروم، والبعض يفسرها بأنها حرب عالمية، وهذه الحرب العالمية الثالثة ستشغل الغرب عن قضية الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، مما يؤدي إلى أنهم يغادرون الشرق الأوسط مثلاً، ويبقى الحكم ضعيفاً في هذه المناطق الشرقية، مما يفسر أنها تهيئة الظروف للظهور المقدس لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه).
فهل هذا الكلام فيه شيء من الصحة، أو أنه مجرد تحليلات قد تصيب وقد تُخطئ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وقوع الحرب والقتال كظاهرة عالمية قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) ذكرتها عدة روايات ودلت عليها في الجملة، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص372]
وجاء أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص655]، ويستفاد أيضاً من الأخبار أن هذه الحروب تولّد حالة من الارتباك وعدم الاطمئنان يشمل بسببها الخوف جميع الناس، كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل. [الغيبة للشيخ النعماني: ص259]
كما أن الذي يظهر أن أكثرية هذا القتل المرتبط بهذه الحروب سيكون خارجاً عن محيط الدول الإسلامية، يدل على ذلك ما رواه الطوسي في كتابه الغيبة عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس. فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص339]
إلّا أن اسقاط هذه الروايات وتطبيقها على ما ورد في الأخبار بما يُعرف بـ(هرج الروم) يحتاج إلى مؤنة وقرائن لا توفرها الروايات بوضوح، فلا يمكن أن نجزم بواقعية العلاقة بينهما، لا سيما أن لفظ الهرج يُستعمل في عدة معانٍ، كما أشار لذلك ابن منظور في لسان العرب [لسان العرب لابن منظور: ج15، ص68]، فقد تأتي بمعنى القتال أو الفتن أو الضعف.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)