(٥٤) هل للنبي (صلّى الله عليه وآله) دور في دولته (عجّل الله فرجه)
هل للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دور في دولة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)؟
وإذا كان له دور كيف يكون الإمام (عجّل الله فرجه) هو الحجة بوجود النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الروايات الشريفة تتحدث عن عصرين:
العصر الأول:
هو عصر ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وفي نهاية هذا العصر سيرجع الإمام الحسين (عليه السلام) وسيقوم بتجهيز الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بعد وفاته، وهذا سيكون في أوائل العصر الثاني -عصر الرجعة-.
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ [الإسراء: 6] قال: خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه... فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام) جاء الحجةَ الموتُ، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليه السلام)، ولا يلي الوصي إلّا الوصي. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص206، ح250]
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا، الحسين بن علي (عليه السلام).... [مختصر بصائر الدرجات: ص24]
العصر الثاني:
عصر الرجعة، حيث تتحدث بعض الروايات الشريفة عن رجعة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وباقي الأئمة المعصومين (عليهم السلام). ولا ريب أن القيادة حينها تكون للأفضل، وإن كان وجودهم كلهم في زمن واحد لا يستلزم أي تعارض بين قياداتهم لأنهم معصومون (عليهم السلام).
ومن الروايات الدالة على رجعتهم هي ما ورد في الزيارة التي رويت عن الإمام الرضا (عليه السلام)، والتي جاء فيها: (...معترفٌ بكم، مؤمن بإيابكم، مصدِّقٌ برجعتكم، منتظرٌ لأمركم...). [عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق: ص307]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: ابو محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)