(٩٣٩) ليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم
يقول الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء: ليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم، ولا إنكاره بضار، ....، ولكن لا يناط التشيع بها وجوداً وعدماً، وليست هي إلّا كبعض أشراط الساعة؛ مثل نزول عيسى المسيح (عليه السلام) من السماء، وظهور الدجال، وخروج السفياني، وأمثالها من القضايا الشائعة عند المسلمين.
ويقول السيد محسن الأمين العاملي عن الرجعة: أمر نقلي، إن صح النقل به لزم اعتقاده، وإلا فلا... .
ومن هذا المنطلق الأخير وجدنا أن بعض علماء الإمامية أنفسهم، ممّن لم تبلغ لديهم دلالة نصوص الرجعة حدّ القطع بهذا المعنى المشهور، قد ذهبوا إلى تفسيرها على نحو لا يلزم منه عودة الحياة بعد الموت إلى فريق من الناس قبل يوم القيامة، وإنما فسرت الرجعة بمعنى عودة دولة الحق والعدل إلى أهله بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهزيمة الجور والظلم والطغيان.
ما هو تعليقكم الكريم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ما نعتقده في الرجعة انها حق ثابت ومسألة يقينية دلّت عليها عشرات الروايات والأخبار حتى إن الشيخ المجلسي (رحمه الله) ذكر في البحار: إن الأحاديث الصريحة التي وردت فيها تفوق المئتين حديث، [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج53، ص122]
وقد صرح نفس الشيخ كاشف الغطاء بضرورتها عند الشيعة حيث قال: (وليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم ولا إنكاره بضار، وإن كانت ضرورية عندهم ولكن لا يناط التشيع بها)، فلماذا حذفت جملة (وإن كانت ضرورية عندهم) من سؤالك؟
وذكر السيد الطباطبائي (رحمه الله) في الميزان: إن عدد أحاديثها والذي ورد في الأبواب المتفرقة ربما زاد على الخمسمائة رواية. [تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ج2، ص106]
ومع هذا الكم الهائل من الروايات والأحاديث لا يبقى شك في ثبوتها في الجملة دون تفاصيلها وجزئياتها، ولكن يبقى أن ثبوت أي عقيدة ولو بشكل يقيني لا يعني أنها أصبحت من أصول المذهب أو ضرورياته التي تستغني عن الاستدلال لوضوحها ليدور بعد ذلك معها مذهب التشيع وجوداً وعدماً، كما هو حال الاعتقاد بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أو وجوب الصلاة وإنما يجب الإيمان بها عند من ثبتت عنده، وأما المنكر لها لشبهة أو المتأول في معناها فلن يحكم عليه بالخروج من التشيع.
وقد أجاب الشيخ التبريزي (رحمه الله) عنها بقوله: إنّ الرجعة حق وليس من الضروريات بل من المسلَّمات عند العلماء في الجملة ولا يخرج الشخص بجهله كونها من المسلَّمات عن الإيمان والإسلام، والله العالم. [صراط النجاة تعليق الميرزا التبريزي: ج5، ص290]
وأما تأويلها برجوع الملك والدولة لأهل البيت (عليهم السلام) في آخر الزمان، فقد رد عليه الشريف المرتضى (رحمه الله) في رسائله وقال: إنه معنى غير محتمل بعد أن ثبت إجماع الامامية عليها. [رسائل الشريف المرتضى: ج1، ص126]
ويؤيد هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقوله للمفضل: أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا؟ ومقصرة شيعتنا تقول معنى الرجعة أن يردّ الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي (عليه السلام)، ويحهم متى سُلبنا الملك حتّى يردّ علينا. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج53، ص26]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد سلمان : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)