ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١٠١٦) يدخل (عجّل الله فرجه) الكوفة وبها ثلاث رايات...

ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها فتصفو له فيدخل حتى يأتي المنبر ويخطب.
لدي عدة أسئلة حول هذه الرواية:
السؤال الأول: لم تذكر الرواية توجه هذه الرايات، وهل عقيدتهم واحدة، وما موقفهم من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قبل الظهور، وهل تصفوا له عن عقيدة وسلم أو عن طريق القتال؟
بمعنى آخر الرايات الثلاث تُمثل من؟ وهل تصفوا كلها للإمام (عجّل الله فرجه)؟
السؤال الثاني: على ما يبدو أن الزعامة الدينية قد خلت من متسيّد لها، والاحتمال الثاني الزعامة السياسية، وقد تصفوا له (عجّل الله فرجه) عن طريق التصفية القسرية أو الطوعية؟
السؤال الثالث: وفق هكذا رواية هل يتضح لنا أن العراق لا يُهدى إلّا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟


بسم الله الرحمن الرحيم
لم توضح الرواية طبيعة توجهات هذه الرايات الثلاث أو سبب اختلافها، فقد تكون رايات شيعية مختلفة في المنهج وأسلوب العمل، ثم تتّحد وتنضوي تحت راية الإمام (عجّل الله فرجه)، فيكون اضطرابها مصداقاً للروايات التي تحدثت عن وقوع الاختلاف بين الشيعة قبل عصر الظهور ثم يجمعهم الإمام (عجّل الله فرجه) على أمر واحد [الغيبة للشيخ النعماني: ص214]، وعلى هذا التوجيه سيكون ضمير (تصفو) راجع لنفس الرايات الثلاث المضطربة.
وقد يكون اضطراب هذه الرايات كناية عن وجود ثلاث حركات مختلفة في موقفها من نفس الإمام (عجّل الله فرجه)، كالحركة البترية وحركة السفياني والخراساني، فقد ورد في الروايات ما يظهر منها وجود فئة معارضة للإمام (عجّل الله فرجه) سمتهم الرواية بالبترية، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام القائم (عليه السلام) سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ويدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مقاتلتها حتى يرضى الله عز وعلا. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص384]
وكذلك ما دل على وجود فئة تناصر السفياني وتبايعه من أهل الكوفة، فقد روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في سياق حديثه عن حركة الإمام (عجّل الله فرجه) قوله: ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص387]
وأما الاتجاه الثالث فهي رايات الخراسانيين التي تناصر الإمام (عجّل الله فرجه) وتبعث له بالبيعة، فقد روى جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي (عجّل الله فرجه) بعث إليه بالبيعة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص452]، وعلى الرأي الثاني يكون ضمير (تصفو) يرجع إلى مدينة الكوفة لا الرايات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/٠٧/٠١ : ٢.٩ K : ٠
: عبد الرزاق : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.