(١٠٨٦) هل يهدم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) المسجد الحرام؟
من الأمور التي يفعلها الإمام (عجّل الله فرجه) إلغاء التوسعة التي استحدثت على البيت الحرام وإرجاع المسجد الحرام والمطاف ومقام إبراهيم (عليه السلام)، كما كان على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهذا بدوره يقلص عدد الحجيج حيث لا يتجاوز الألف حاج والبشرية تتجاوز المليارات، والمتوقع في دولة الإمام (عجّل الله فرجه) هو الإقبال وزيادة الوافدين لأداء مناسك الحج والعمرة والمعتاد من الإمام (عجّل الله فرجه) هو حل المشاكل وتذليلها، لكن على هذا الكلام حصلت مشكلة حقيقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
من جملة الأعمال التي يقوم بها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند ظهوره الشريف هو إعادة بناء المسجد الحرام على ما كان عليه، وقد دل على ذلك جملة روايات، منها ما روي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ومسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى أساسه، ويرد البيت إلى موضعه، وأقامه على أساسه. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص472]، وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): إن القائم (عليه السلام) إذا قام رد البيت الحرام إلى أساسه ومسجد الرسول إلى أساسه ومسجد الكوفة إلى أساسه. [الكافي للشيخ الكليني: ج4، ص543]
ولا يخفى أن حدود المسجد الحرام والأساس الذي بني عليه إنما هو شأن تعبدي وأمر توقيفي يتبع ما رسمه الشارع الإسلامي، ونحن مكلفون باتباع نهجه وطريقته في الثوابت من دون ابتداع منا أو استحسانات نتوهم بذلك أننا ندرك من المصلحة والمنفعة ما لم تدركه نفس الشريعة، يُضاف إلى ما تقدم لابد أن نعلم أن المسجد الحرام تعرض عدة مرات لإعادة البناء توسعة وتطويراً ولم يصل مع كل ذلك إلى الحدود التي أسس على ضوئها في عهد إبراهيم (عليه السلام) والذي يبدو من مجمل الروايات أن قريشاً لما أعادت بناء المسجد قصرت فيه وأنقصت من مساحته التي كانت أوسع مما هو عليه الآن، وقد روي في الحديث المعتبر عن جميل بن دراج، قال: قال له الطيار وأنا حاضر: هذا الذي زيد هو من المسجد؟ فقال: نعم إنهم لم يبلغوا بعد مسجد إبراهيم وإسماعيل (صلى الله عليهما). [الكافي للشيخ الكليني: ج4، ص526]، وكذا فيما رواه الحسن بن نعمان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما زادوا في المسجد الحرام، فقال: إن إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) حدّا المسجد الحرام بين الصفا والمروة. [الكافي للشيخ الكليني: ج4، ص209]، وما رواه أيضاً عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله، قال: كان خط إبراهيم بمكة ما بين الحزورة إلى المسعى فذلك الذي كان خط إبراهيم يعني المسجد. [الكافي للشيخ الكليني: ج4، ص210]
ومن الواضح أن هذه الروايات تنص على كون حدّ المسجد في عهد النبي إبراهيم (عليه السلام) أوسع مما كان في عهد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأن الناس في عهد إبراهيم (عليه السلام) كانوا يطوفون ويحجون إلى قرب الصفا وهو أكبر مما عليه المسجد اليوم فعلاً لأنه لا يمتد إلى المروة على كل حال.
وخلاصة هذه الأحاديث أن ما يفعله الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو إعادة المسجد إلى أسسه الصحيحة، وأنه يهدم الجدار المحيط بالمسجد الحرام، ويبني جداراً جديداً على أساسه الأول وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى توسعته وازدياد مساحته عما هو عليه الآن، وبذلك يسهل الطواف للحجاج ويساعد على احتواء أعداد إضافية منهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علي عبد الله : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)