ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(١١٣٣) إيران تُضرَب عسكرياً...

هل ورد في الروايات أن إيران تُضرَب عسكرياً؟
قرأت أنه إذا رفعت النار من قبل خراسان كالعمود ثلاث أيام أو سبعة أيام فاعلموا في سنتها جوع يخص أعداء الله.
فهل هذه الرواية - إن صحت - تنبئ بضربة عسكرية من الغرب لمواقع الأسلحة النووية في إيران وتبقى كالعمود تشبه الهردي ثلاثة أيام أو سبعة أيام ويراها مَن في المشرق والمغرب عبر الانترنت أو التلفاز؟ هل هذا الكلام ورد أم أنه محض خرافة؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات التي تحدثت عن هذه النار رويت في مصادر العامة والخاصة مع اختلاف بينهما فيما يتبع حصول تلك النار، فالذي جاء من طرقنا ما رواه النعماني عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (عليهم السلام) إن شاء الله (عزَّ وجلَّ)، إن الله عزيز حكيم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص263]، وما رواه عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: إذا رأيتم علامة في السماء، ناراً عظيمة من قِبَل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس، وهي قدّام القائم (عليه السلام) بقليل. [الغيبة للشيخ النعماني: ص276]
وأمّا ما جاء عن العامة فقد رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه [آله] وسلم): إذا رأيتم عموداً أحمر قِبَل المشرق في رمضان، فادَّخروا طعام سنتكم، فإنها سنة جوع. [المعجم الأوسط للطبراني: ج1، ص119]، وكذلك ما رواه نعيم بن حماد عن خالد بن معدان، قال: إنه ستبدو آية عموداً من نار يطلع من قِبَل المشرق، يراه أهل الأرض كلهم، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة. [الفتن لنعيم بن حماد المروزي: ص132]
وكما هو واضح فإن الروايات التي وردت من طرقنا أشارت إلى قرب الفرج بعد تحقق هذه العلامة بخلاف روايات العامة، فإنها حذّرت من حصول مجاعة عامة تستدعي ادِّخار الطعام لسنة كاملة، وقد يبدو من هذا التغاير بين الطائفتين من الروايات هو تعدد الحدث واختلافه، إلّا أن الذي يقرِّب وحدتهما ما رواه النعماني عن الإمام الصادق (عليه السلام): لابد أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس. [الغيبة للشيخ النعماني: ص259]، وهي تشير إلى حصول مجاعة أيضاً قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، ويمكن أن نفهم على ضوء ذلك عدم وجود تنافي بين الروايات السابقة (الخاصة والعامة)، وإنما كل منهما أشارت إلى جهة معينة سوف تترتب تبعاً لظهور تلك النار.
مضافاً إلى ذلك؛ فإن المشرق بالنسبة إلى جهة الإمامين الصادقين (عليهما السلام) هو أعم من خراسان، ولا يمكن تفسير جهة المشرق بهذا الإقليم بالضرورة، فقد يكون في حدود الجزيرة العربية أو الخليج أو ما يلي ذلك.
وعليه، لا يمكن الجزم بما ذكرتم من حصول حرب نووية أو انفجار نووي في إيران أو غيرها، وما يُذكر في هذا الشأن لا يتجاوز الظنون والتصورات الاحتمالية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠٢١/١٠/٢٨ : ٢.٤ K : ٠
: أحمد الكعبي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.