(٤٩٦) ورد في بعض كلمات العلماء أن أعمالنا تُعرض كل...
ورد في بعض كلمات العلماء أن أعمالنا تُعرض كل أسبوع على إمام زماننا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، كما ورد بحث في تفسير الميزان حول معنى الشهادة في القرآن الكريم وأن أهل البيت (عليهم السلام) هم شهود على أعمال العباد.
1) أرغب في معرفة: هل إن هذا القول يجمع عليه الشيعة أو يغلب على أقوال علمائهم أم أنه الآحاد منهم. ولو أمكن إدراج بعض الأدلة على ذلك.
2) على فرض صحة هذا القول لدى الشيعة، فما الفائدة المترتبة على ذلك بالنسبة للمكلف وكذا المحذور؟
3) هل لذلك صلة بموضوع التوسل بإمام زماننا (عجّل الله فرجه)، بمعنى أن التوسل به (عجّل الله فرجه) يغيّر في العمل المرفوع أم كيف؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: إن مسألة اطِّلاع الأئمة (عليهم السلام) عموماً على أعمال العباد هي مما صرحت به الروايات ولم نجد من علمائنا من خالف في ذلك، وقد ذكر الشيخ الكليني في الكافي الشريف باباً كاملاً في ج1، ص219 أسماه: (باب عرض الأعمال على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)).
وذكر فيه ستة أحاديث، وفيها عدة أحاديث فسرت قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105] بأنهم هم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام).
وهكذا صاحب الوسائل: ج16، ص107، ب101، باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله والأئمة (عليهم السلام)، وذكر 25 حديثا في هذا المجال.
ثانياً: مع ثبوت هذا المقام لأهل البيت (عليهم السلام) بالروايات الصريحة، لا نحتاج إلى أن نعرف الفائدة المترتبة عليه، فهو مقام ثابت لهم، سواء عرفنا الفائدة المترتبة عليه أم لا، فنفس ثبوت المقام لأهل البيت (عليهم السلام) هو يمثل فائدة لهم ولا نحتاج بعدها إلى معرفة الفوائد المترتبة على المقام بالنسبة لنا.
نعم، لا يعني هذا عدم ترتب الفائدة عليه بالنسبة لنا، فلا شك أن العبد لو علم أن مولاه مطلع على أعماله وجميع تصرفاته، فإنه سيعمل على أن يتحرى ما يرضي مولاه في جميع سلوكياته، وفي هذا من الفوائد التربوية ما لا يخفى ولذا نجد أن صاحب الوسائل عنون الباب بوجوب الحذر من عرض العمل على الله (عزَّ وجلَّ) ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام).
وعلى هذا المنوال جاءت بعض الأحاديث، فقد ورد أن الشقراني، وهو مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: خرج العطاء أيام أبي جعفر، ومالي شفيع، فبقيت على الباب متحيراً وإذا أنا بجعفر الصادق (عليه السلام) فملت إليه وقلت له: جعلني الله فداك أنا مولاك الشقراني، فرحب بي، وذكرت له حاجتي، فنزل ودخل وخرج وأعطاني من كمّه فصبّه في كمّي، ثم قال: يا شقراني إن الحسن من كل أحد حسن، وأنه منك أحسن، لمكانك منّا، وأن القبيح من كل أحد قبيح وأنه منك أقبح، لمكانك منا.
فقد وعظه الإمام (عليه السلام) على وجه التعريض، لأنه كان يشرب الخمر.
ثالثاً: إن المقصود من التوسل بالإمام (عجّل الله فرجه) هو جعله واسطة ووسيلة إلى الله تعالى لقبول الأعمال وغفران الذنوب، وهذا المعنى لا مانع منه شرعاً، بل هو تطبيق لقوله تعالى: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] وليس هنا مَن هم أفضل من أهل البيت (عليهم السلام) في جعلهم وسيلة لذلك، وقد ورد في بعض الزيارات الشريفة: اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وآله لجعلتهم شفعائي إليك... .
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عادل يتيم : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)