ارسل سؤالك المهدوي:
متفرقة

(٨٥٣) هل صحيح عبارة (مكتوف اليدين)؟

ورد في فقرة (زاد الانتظار) أحد منشوراتكم المباركة:
إن المؤمن يعيش مشاعر إمامه (عجّل الله فرجه) في زمن غيبته، فالأرض ليست بيده، وأنصاره وأعوانه يستغيثون به، ولكنه مكتوف اليدين ينتظر فرجه، فهنيئاً لمن شاطره همه وغمه.
السؤال هو: الإمام (عجّل الله فرجه) ليس مكتوف اليدين! فهو إمام على كل ما خلق الله، ولا ننظر إلى الأرض الصغيرة فهل عبارة مكتوف اليدين صحيحة! ومن الذي كتف يديه؟


بسم الله الرحمن الرحيم
ليس المقصود من كون الإمام (عجّل الله فرجه) مكتوف اليدين التقليل من شأنه (عجّل الله فرجه) أو من ولايته التي أعطاها الله تعالى له والتي هي بالطبع فوق مستوى إدراكنا وعلمنا، ولا يعني ذلك عجزه في نفسه عن القيام بوظيفته والمهمة الموكلة له (عجّل الله فرجه)، ولكن الله تعالى أراد للنتائج أن تمضي وفق نظام الأسباب وتبعاً للأقدار الإلهية التي وضعها لهذا الكون، ولا يخفى عليكم أن قيامه (عجّل الله فرجه) بالمشروع المهدوي متوقف على جملة شروط ومقتضيات لابد أن تتوفر حتى تكتمل ملاكات الخروج ومقدماته.
وبعض تلك الشروط متعلقة بطبيعة الناس وبلوغهم لمستوى الوعي والاستعداد الذي يؤهلهم لاستيعاب الدور المهدوي، فإن السنّة الإلهية لقيام هذه الدولة تبتني على ثلاثة أسس (القيادة المعصومة، والشريعة التامة، وقيام الناس) يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾، فوجود الرسل إشارة للقيادة المعصومة، والكتاب والميزان كناية عن الشريعة، وقيام الناس شرط آخر لإنجاح هذا المشروع وله دخالة في تقديمه أو تأخيره.
فـ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، سواء أكان هذا التغير على مستوى سلوكياتهم أم قناعاتهم الذاتية من عقم كل التجارب البشرية للوصول بالإنسان إلى سعادته وكماله، وإن الحل الوحيد إنما هو بيد السماء.
وبهذا البيان نفهم معنى حزن الإمام (عجّل الله فرجه) وهمه لذلك أو كما يقول الإمام الباقر (عليه السلام): بلية الناس علينا عظيمة، إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٦، ص٢٥٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

متفرقة : ٢٠٢١/٠٢/١٩ : ٢.٠ K : ٠
: احسان علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.