(١١١٤) ما معنى (لولا ما عندنا من محبة صلاحكم...)؟
عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): لولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والإشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل.
هل يقصد الإمام (عجّل الله فرجه) أنه لو لا أن أهل البيت (عليهم السلام) يحبون شيعتهم ويودون صلاحهم لكانوا (عليهم السلام) في عبادتهم إلى الله وليس لهم علاقة بنا، ولكنهم يشفقون علينا وينظرون إلينا بنظرة رحيمة، هل هكذا يُفهم من كلامه (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ما ذكرتموه في سؤالكم هو معنى صحيح في نفسه لا خلاف فيه يتفق مع شأن أهل البيت (عليهم السلام) وطبيعة حرصهم على المؤمنين، والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو ابن هذا البيت الطاهر وسليل بركاتهم الذي وظّف حياته لا لشيء إلّا لهداية البشرية وإيصالها إلى كمالها وسعادتها، ويعز عليه أن يرى أحداً من الناس يعيش حالة البعد والانحراف عن الاستقامة والجادة الصحيحة، ولذلك نتلمس هذا المعنى جلياً من توقيعه الشريف الذي صدر عنه (عجّل الله فرجه) لبعض شيعته والتي يقول فيه: عافانا الله وإياكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب، إنه أنهي إليَّ ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا، لأن الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص286]
ولكن الذي يفهم من التوقيع السابق أن الشغل الذي كان يمكن أن يصرف الإمام (عجّل الله فرجه) في تلك الفترة هو ابتلاؤه ببعض الظالمين، كما ورد في نفس التوقيع بقوله (عجّل الله فرجه): لكنّا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتُحِنّا به من منازعة الظالم العتلّ الضالّ، المتتابع في غيّه، المضادّ لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حقّ من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب، وفي ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءه عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالك... [الغيبة للشيخ الطوسي: ص286]، وقد احتمل العلامة المجلسي أن المقصود من هذا الظالم إمّا جعفر الكذاب أو الحاكم الطاغية في ذلك الزمان. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج53، ص180]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)