خلاصة بحث: دراسة مقارنة للوضع الاقتصادي بين الغيبة والظهور
الشيخ ماهر الحجاج
كثر الاهتمام عند الباحثين بشأن القضية المهدوية الكبرى، والتي يحبو إليها المستقبل ولا يعلم الكل أين سيكون موقعها منه، وذلك أنَّها قضية معقدة شيئاً ما من جهة، ومتَّصلة بالواقع الذي يربطنا بها كشيعة إمامية من أخرى، ويكون فيها الإنسان على صراط التمحيص الذي لا مفر منه من ثالثة.
وهي مشتملة على قضايا غيبية كثيرة من جهات متعدِّدة دعت الباحثين إلى أن يصبوا جهودهم على جهات مختلفة منها، كلٌّ على حسب سعته واستيعابه وغرضه في ذلك، فتعدّدت الكتب فصارت بالمئات، واختلفت المناهج والبحوث، بين روائي بحت وتحليلي بحت، وبين جامع بينهما، وبين مختصر على قضية ما وبين من حاول الإلمام بها.
ونحن في هذه المقالة نحاول أن نبحث عن الحالة الاقتصادية التي تعد العصب الأساس لديمومة الحياة الاعتيادية على صعيد الدولة والمجتمع، فنأخذها كعيِّنة نخضعها لعمليات مجهرية، ونلاحظ ما ورد فيها من الأخبار، ونقارن بين السقوط الاقتصادي، الذي يهدِّد العالم مستقبلاً إلى فترة ما قبل الظهور الشريف، وبين الانتعاش الاقتصادي، الذي لا مثيل له في تاريخ الإنسانية بعده حتّى يُكسّر الذهب بالفؤوس كما قيل.
ونحاول أن نبحث عن الأسباب التي تؤدّي إلى القحط القاتل، والأسباب التي ترفعه بصورة قد تكون فوق الخيال، ثم نجيب عن إمكان تلافي ذلك وعلاجه، ثم نحاول أن نقارن بين الاثنين ونستنتج منهما ما ينفعنا.