الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٢٤ / جمادي الأول / ١٤٣٢ هـ
مواضيع العدد
العدد: 24 / جمادي الأول / 1432 هـ

متشيعون على مر التأريخ

متشيعون على مر التأريخ

-ابن السكيت-

هو أبو يوسف، يعقوب بن اسحاق اللغوي، الإمام البغدادي المعروف بابن السكيت، أحد أئمة اللغة المشاهير فاضل سبق في علم اليونان بالمنطق ما لم تعرف اليونان، انه نامي العلم ، قد أوقع في القلب وفي اللسان به حلاوة.

أخذ اللغة عن أبي عمرو، ومحمد بن مهنّا وإسحاق الشيباني، والأصمعي، وأبي عبيدة، والفرّاء، وابن السماك الواعظ.

والسكيت بكسر السين المهملة وكسر القاف المشددة واكسان المثناة التحتية ثم مثناة فوقية وهو في الأصل صفة مبالغة لمن يمد يديم السكوت وكان من الشيعة- وأخذ عنه أحمد بن فرج المقري، ومحمد بن عجلان، وأبو عكرمة الضبي، وميمون بن هارون وغيرهم.

وذكره العلماء بكمال الفضل في العربية واللغة وكان علماً من الأعلام.

وذكر ابن خلكان: أن يعقوب روى عن محمد بن السماك الواعظ أنه قال: من عرف النّاس داراهم، ومن جهلهم ماراهم، وراس المداراة ترك المماراة .

والمداراة ترادف التقية المشروعة، ومن لم يدار في بعض الأوقات ربّما تلف كالإمام أبي يوسف يعقوب بن السكّيت ، فإنّه تلف بعدمها.

قال أحمد بن عبيد: شاورني ابن السكيت في منادمة المتوكل فنهيته فحملني على الحسد وأجاب إلى ما دعي إليه، فبينا هو مع المتوكّل يوماً إذا أقبل المعتزّ والمؤيد إبناه، فقال: يا يعقوب أيّما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ قال بعض المؤرخين انه قال: انّ قنبراً عبد علي عليه السلام خير منهما ومن أبيهما، فأمر بسل لسانه من قفاه.

وقيل ان المتوكل ألزمه بتأديب أبنيه وأمر الأتراك فداسوا بطنه فحمل إلى داره ومات رحمه الله سنة أربع وأربعين ومائتين وعمره ثماني وخمسون سنة .

ان فعل يعقوب بن السكيت مع المتوكل حيث لم يفضّل ولديه على الحسنين عليهم السلام ،هو من قبيل عدم التبري من آل محمد  عليهم السلام فإن تفضيل الفسق عليهما في قوّة البراءة بل هو تكذيب للنبي  صلى الله عليه وآله وسلم لقوله  صلى الله عليه وآله وسلم هما (سيّدا شباب أهل الجنة ) .

وعن أحمد بن أبي شداد قال: شكوت إلى ابن السكيت ضائقة فأنشدني لنفسه:

نفسي تروم أموراً لست أدركها    ما دمت أحذر ما يأتي به القدر

ليس ارتحالك في كسب الغنى سفراً    لكن مقامك في ضرّ هو السفر

وعن ثعلب: أجمع أصحابنا على أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت.

وكان يقول: أنا أعلم من أبي بالنحو وأبي أعلم منّي بالشعر واللغة.

له تصانيف المذكورة منها:( القلب والإبدال)، و(إصلاح المنطق) و»(كتاب الألفاظ)، و(المعاني في الشعر)، وغير ذلك.

العدد: ٢٤ / جمادي الأول / ١٤٣٢ هـ : ٢٠١٢/١٢/١١ : ٦.١ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.