الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٣٦ / جمادي الأول / ١٤٣٣ هـ
مواضيع العدد
العدد: 36 / جمادي الأول / 1433 هـ

تمهـيدنا

تمهـيدنا

آهات علي عليه السلام تتكلم

تختلف الموازين عندما نتحدث عن كلام عليٍ عليه السلام فهو ليس بكلام يدخل الآذان فحسب، بل هو وجود وحقيقة ينقل سامعه الى عالم آخر ويجسد للسامع حقائق تعيش في وجود الانسان ولكن الموانع تمنعها والعوائق تعيقها ان تتجسد وتتمثل واقعاً يعاش ونظاماً يمارس.

فكلام علي عليه السلام ليس الفاظاً انما هو وجودات تحكي الوجود، وجود ليس كهذا الذي نعيشه وحقيقة ليست كهذه، حقيقة تخترق الحجب وتستقر في النفوس وتتجاوز الزمن فتجمع الماضي والمستقبل في روح الحاضر المستحضر لهذه الكلامات النورانية التي تعانق السماء.

ان الذي يقرأ كلمات النور يعشق علياً عليه السلام رغما عن انفه وكائناً من كان وان جحد ذلك ظاهرا، فهذه الحروف التي ترقى في النفس وترتفع بها الى حضيرة القدس المقصورة على ذوي النفوس الذائبة في الخير والعاشقة للخلاص والمنتظرة لتلك الساعة التي تكون فيها حروفاً خرجت من شفاه علي عليه السلام دساتير تقود البشرية نحو التكامل والرقي.

عندما تستمع إلى علي عليه السلام وهو يتحدث عن اخر الزمان ويصف أحوال أولئك المنتظرين وصبرهم ويتأوه عليهم ولهم (آه آه .. آه آه طوبى لهم على صبرهم على دينهم ... واه ... آه ... شوقا الى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم) فهو عليه السلام عندما يخبرنا عن أهل آخر الزمان بهذه الكيفية التأوهية يحكي لنا عن واقع لا بد أن يتأهل افراده لنيل هذه المرتبة فمن هم؟

وما هي صفاتهم أولئك الذين يتشوق علي عليه السلام لرؤيتهم؟.

هذه الكلمات تهز الجبال الصماء فتجعلها خاشعة منيخة خاضعة تشهق وتأن وتصرخ: أين أنت يا ولي الله اظهر لكي تمسح آهات علي عليه السلام وتأخذ بالايدي وتنقذ النفوس مما هي فيه.

ولكن آه آه أين هي تلك النفوس وأين هي تلك الصرخات العاجات في أنصاف الليالي لاهجة بالدعاء وانينها يفتت الصخر طالبة الظهور لهذه الدولة.

دولة لابد أن نسميها دولة آهات علي عليه السلام فهو قد أسسها بأنينه وآهاته في خلواته فحفظتها الصخور وذرات التراب وانحنت عليها السماء تسقيها بماء الدم من أعماق الصارخين أن عجّل يا ابن الحسن عليه السلام بحق آهات علي عليه السلام.

رئيس التحرير

العدد: ٣٦ / جمادي الأول / ١٤٣٣ هـ : ٢٠١٢/١٢/١٥ : ٤.٩ K : ٠
: رئيس التحرير
التعليقات:
لا توجد تعليقات.