قصة قصيرة: لقد أدبت الأمانة
قصة قصيرة
لقد أدّيت الأمانة
محمد حسن عبد
لا يعرف أسعد بن أحمد بن أبي روح من أمر تلك المرأة شيئاً .. سوى أنها طلبت لقاءه .. قصد محل إقامتها .. فلما حضر أمامها بادءته بالكلام قائلة: إن لي إلى صاحب الزمان عليه السلام حاجة .. وإنك أوثق من في ناحيتنا دينا وورعاً .. لذا أريد أن أودعك أمانة .. وهي في رقبتك تؤديها.
فأجابها على الفور بقبوله تحمّل هذه المسؤولية.
عندها قدمت له كيسا مختوماً بختم خاص وقالت له:
لا تحل هذا الكيس ولا تنظر إلى ما فيه .. كما أعطته قرطها قائلة له إنه يساوي عشرة دنانير، وإن فيه ثلاث حبات لؤلؤ تساوي عشر دنانير أيضاً، وإني اضمرت أمراً أريد من صاحب الزمان عليه السلام أن يخبرني به قبل سؤالي عنه .. فإن أخبرك بهذا فادفعه إلى من يأمرك.
حمل أسعد هذه الأمانة الثقيلة وهو حائر في أمرها لا يدري كيف يؤديها في مثل أوضاع عصر الغيبة (الصغرى) العصيبة وملابساته.
جاء أسعد بغداد .. وعند وصوله قصد حاجز بن يزيد الوشاء. وكان من وجهاء الشيعة.
سأله حاجز عن حاجته فأخبره بها، فقال له حاجز حينذاك يا أسعد توجه بهذا المال الى (سر من رأى).
توجه ابن أبي روح الى هناك، فقصد دار الامام العسكري عليه السلام .. ولما اقترب من الدار خرج إليه الخادم وقال له:
أنت أسعد بن أحمد بن أبي روح؟
قال: نعم
فقال له: اقرأ هذه الرقعة
فلما فتحها وجد مكتوباً عليها: اسم التي أعطته الامانة (عاتكة) وابيها وكنيتها ومقدار الامانة بالتفصيل.
كما أخبره ايضا بالأمر الذي اضمرته تلك المرأة، وكان ديناً على والدتها لإمرأة أخرى .. وأخبره بكيفية معالجته، وفي الختام أمره أن يسلم الامانة إلى (حاجز الوشاء) الوكيل.
قفل أسعد راجعاً الى بغداد، وذهب إلى الوكيل الذي وجد المال كما أخبر الإمام عليه السلام.
وبهذا يكون قد استراح من همه وهو يردد مع نفسه: لقد أديت الأمانة.