خطوات نحو الانتظار
مياسة مهدي
لكي نخطو في قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) خطوات إلى الإمام، يجب علينا أن نفهم معنى الانتظار، لأنّنا نعيش بالفعل لحظاته، رغم كل الرواسب السلبية التي شابت الفكرة، مما يستدعي إعادة بناء مفهوم الانتظار على أسس إيمانية، قرآنية، فلسفية عقلانية تربط البعد الغيبي للانتظار بالواقع الزمني وحركة التاريخ، حتى يستطيع الإنسان أن يقف على أسس حقيقية لوعي جديد ينفتح على أدراك مصيره من منطلق يتجاوز النظرة المجهولة للتاريخ والمصير.
فالانتظار حالة إنسانية لازمت حياته – الإنسان- لكنها ظلت غير واضحة لديه لطغيان الخرافة التي عانى منها التاريخ البشري وخصوصاً الديني منه، فالإسرائيليات والروايات المنحرفة القائمة على أساس خرافي التصقت بكثير من العقائد الدينية، مستهدفة تحويلها إلى خرافات أو في أحسن الأحوال عقائد مائعة مجهولة المعالم، والإسلام لم يكن بعيداً عن هذا الخطر اليهودي التلمودي الذي استهدف النيل من العقيدة الإسلامية الصحيحة منذ فجر الإسلام.
ففكرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم تكن لتغيب عن العقول المتآمرة لاستغلالها كمنطلق لضرب أسس الإسلام وتحريف رآه، بل وتمييع الفكرة نفسها، وذلك للبعد الغيبي الذي تكتسيه كونها فكرة شبه إعجازية، الشيء الذي جعلها عند كثير من المسلمين أنفسهم فكرة غامضة أو في أحسن الأحوال لا دور لها في حياتهم. أما الطائفة الأكثر إيماناً بها وهم الشيعة أنفسهم اذ تجاوزت الفكرة عندهم حالة نفسية وشعاراتية لا تحمل أي انعكاس حقيقي في حركاتهم ونضالهم التاريخي المضطرب، وتجلّت في حالات امتدت فيها فكرة الإمام (عجّل الله فرجه) إلى واقع الأمر لتصنع جيلاً مهدوياً، حسينياً، حول فكرة الانتظار إلى حالة حية عملية على صعيد الواقع تتأطر بشكل ايجابي وحي وفعّال بفكر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سائرة في خط العدل والمقاومة تمهيدا للعدالة الكبرى التي سيقودها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
أننا مدعوون جميعاً قيادات، وعلماء، وشعوب أن نعيش الوعي المهدوي الحقيقي وذلك بالتزام العدل أساس الدولة المهدوية الشريفة.