خلاصة بحث: تحصين الأنام من دعاوى الاتِّصال بالإمام عليه السلام
الشيخ جاسم الوائلي
بعد الاعتقاد بضـرورة المهدي عليه السلام في هذه الأُمَّة، وأنَّه الذي يملؤها عدلاً وقسطاً، وبعد اعتقادنا بأنَّه ثاني عشـر أئمَّة أهل البيت عليهم السلام، وأنَّه اليوم يعيش الغيبة الكبرى وقع الكلام في إمكانية رؤيته، بل وفي وقوعها أو عدم إمكان ذلك.
إنَّ عدم وصول البعض إلى قطع في هذه المسألة جعله يعيش الحيرة ممَّا يسمعه من ادِّعاء المشاهدة لصاحب العصـر والزمان عليه السلام، الأمر الذي يدعو الباحث إلى الوصول لجزم معيَّن في هذه المسألة، وهو ما يصبو إليه هذا البحث.
يتمحور البحث في تحقيق حال سند التوقيع المشهور الذي رواه السفير الرابع عن الإمام المهدي عليه السلام، والذي يُراد الاستشهاد بفقرة «ألَا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ» منه على عدم إمكانية أو عدم وقوع اللقاء بالإمام المهدي عليه السلام خلال هذه الغيبة.
وبعد الانتهاء من تحقيق هذا الأمر يتحوَّل البحث إلى ما يقتضيه مضمون هذا الحديث وما يُستفاد منه في هذا المجال، وقد تضمَّن هذا المحور ذكر عدَّة احتمالات فيما هو المراد من تكذيب مدَّعي المشاهدة وتقييمها وتقديم الراجح منها.
وتضمَّن البحث أيضاً التحقيق في صدق دعاوى المشاهدة خارجاً من أشخاص يُوثَق بصدقهم ويُستَبعد اجتماعهم على الكذب في تلك الدعوى.
وكانت الخاتمة في هذا البحث في بيان الوظيفة الملقاة على المؤمنين تجاه تلك الدعاوى، وتأسيس أُصول الموضوعية لمعرفة الصادق منها من الكاذب.