خلاصة بحث: عنصر الخفاء في القضية المهدوية
الشيخ حسين الأسدي
يكتنف الخفاءُ القضيَّة المهدوية في العديد من مفاصلها، الأمر الذي أوضحت الروايات بأنَّه كان مقصوداً للأئمَّة عليهم السلام، وحتَّى يتمكَّن الفرد من التعرّف على ما يرفع ذلك الغموض، فلا سبيل له إلَّا الرجوع لنفس الأئمَّة عليهم السلام في رواياتهم التي تعرَّضت لتلك المفردات.
ما هو السبب الذي كان وراء إخفاء يوم الظهور بالضبط؟
لماذا يخاف المهدي من أعدائه؟ ولماذا غاب عن شيعته ومحبّيه؟
لماذا أخفت الروايات الشريفة المعالم التفصيلية للشخصيات الإيجابية عند الظهور؟
ولماذا خفيت ولادة المهدي عليه السلام عن أقرب الناس من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام، بل وعن أقاربه إلَّا الأقلّ من القليل؟
هذه بعض المفردات التي نحتاج إلى مطالعة الروايات فيها، لنحاول أن نتعرَّف على أجوبة مقنعة فيها، الأمر الذي يفتح الأُفق أمام ملفات مخفية عديدة من هذا القبيل.
لا محيص لنا من الرجوع إلى الروايات في هذا المجال، لأنَّها هي ما يمكنه أن ينقل لنا التاريخ المنصـرم، وأن يستشـرف لنا المستقبل الموعود، وبالتالي فلا مجال للتكهّنات، ولا للاحتمالات غير المبرَّرة ما لم يساعد عليها الدليل أو القرائن الحالية أو السياقية المحيطة بالظرف الموضوعي أو بسياق الرواية.
هذا البحث يعمل على إبداء أجوبة مناسبة لتلك المفردات، ممَّا يساعد عليه الدليل أو ترفده القرائن، ولا يُعطي أجوبة قطعية، لأنَّ ملاكات تلك القضايا خافية علينا، ولم يُعلَن عنها تماماً، وبالتالي، فما زال هناك مجال لتوسعة البحث نقضاً وإبراماً.