خلاصة بحث: ضرورة وجود المعصوم عليه السلام
الشيخ إسكندر الجعفري
الحديث عن ضرورة وجود المعصوم يدخل في إطار التعرُّف على الإمام الذي يلزم على الأُمَّة معرفته، إذ بمعرفته يهتدي الإنسان إلى قِوام دينه، وسلامة عقيدته، وتهذيبها من الضلال، وتنقيتها من شوائب الانحراف.
وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّه قال لزرارة: «إذا أدركت هذا الزمان فادعُ بهذا الدعاء: اللَّهُمَّ عرِّفني نفسك، فإنَّك إن لم تُعرِّفني نفسك لم أعرف نبيَّك، اللَّهُمَّ عرِّفني رسولك، فإنَّك إن لم تُعرِّفني رسولك لم أعرف حجَّتك، اللَّهُمَّ عرِّفني حجَّتك، فإنَّك إن لم تُعرِّفني حجَّتك ضللت عن ديني».
ومن هنا تبرز أهمّية هذا الموضوع الذي نحن بصدده، فإنَّ الحديث عن وجود الإمام المعصوم في هذا الزمان الذي يشهد ألواناً من الانحرافات العقائدية الخطيرة، التي يسعى أصحابها إلى تشويش الفكر الديني الأصيل، كفيل بمعالجة بعض الشُّبَه، التي تُطرَح بين الحين والآخر.
وقد تحدَّث المحقِّقون والباحثون في الشؤون العقائدية والمهدويَّة عن هذا الموضوع كثيراً، وكتبوا في ذلك الكتب والأبحاث والدراسات والمقالات الشـيء الكثير، ولكن انطلاقاً من إيماننا بأهمّية الموضوع، وضرورة إشباعه بحثاً وتدقيقاً، نغتنم هذه الفرصة للحديث عن ضرورة وجود المعصوم في كلِّ زمان من خلال عرض مجموعة من الروايات تصلح لإثبات ذلك، وهذه الروايات يتلخَّص مضمونها بما جاء في بعضها: (أنَّ الأرض لا تبقى بغير إمام).
والبحث - إن شاء الله - سيمرُّ من خلال النقطتين التاليتين:
النقطة الأُولى: عرض الروايات: وهي ما رواه الإماميَّة، ويقع في طوائف - ثمانية، ثمّ يتبعها ما رواه العامَّة في الباب.
النقطة الثانية: دلالتها: ونتحدَّث فيها عن بيان وفاة هذه الأخبار، وما يمكن أن يُستفاد منها في إثبات المطلوب.