خلاصة بحث: الدعاء المهدوي وآثاره في بناء الفكر والعقيدة
البناء التوحيدي أنموذجاً
الشيخ حميد الوائلي
من العبادات التي أولاها الشـرع المقدَّس اهتماماً واضحاً عبادة الدعاء، فقال تعالى: ﴿قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ﴾ (الفرقان: ٧٧)، وقال تعالى:
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ﴾ (غافر: ٦٠)، ووردت مئات الروايات الحاثَّة عليه، والمبيِّنة لشروطه، منها: «الدعاءُ مخُّ العبادة»، وغيرها.
وهذا الاهتمام التشـريعي يكشف أهمّية هذه الطاعة بالمطابقة، ويمثل رداً على من يُقلِّل من أهمّية الدعاء أو يُعدِم أثره بالالتزام.
وفي بحثنا هذا بيَّنّا أهمّية الدعاء وأثره في حياة الإنسان وعقيدته ومستقبله وعلاقته بالله تعالى، ورددنا على شبهات أُثيرت من هنا وهناك على الدعاء وأهمّيته.
وبيَّنّا أهمّية الدعاء في البناء التوحيدي للإنسان، وأنَّه لا تمامية للتوحيد الإلهي إلَّا بالارتباط الدعائي بالله تعالى، وإبراز الفقر والحاجة إليه.
ثمّ ذكرنا أُنموذجاً لذلك، وهو الدعاء المهدوي، وضرورة جعل الإمام واسطة في الدعاء، لأنَّه إمامنا الفعلي، والمؤثِّر الأكبر في الكون، لكونه السبب المتَّصل بين الأرض والسماء. وذكرنا نماذجاً من أدعيته لمواليه، وأدعيته على أعدائه ومناوئيه.